أثارت زيارة المرشّح الديموقراطي للرئاسة الأميركية، باراك أوباما، إلى ألمانيا غداً خلافات حزبية تتعلق بالمستقبلين وبرنامج الزيارة، نظراً للتدابير الأمنية المكثفة التي ترافق الزائر الأميركي
برلين ــ غسان أبو حمد
في أجواء مشحونة بالخلافات الحزبية، تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، غداً في برلين، المرشح الرئاسي الأميركي باراك أوباما. لكن، وبعد جدل حزبي طويل بشأن برنامج الزيارة ومعانيها وأبعادها، وبعد غموض «أمني» أطول بشأن تنقلات «الزائر الضيف» طوال 24 ساعة، وكذلك بشأن تحديد لوائح مسبّقة بأسماء المستقبلين (من يسلم باليدّ، ومن يلوّح من بعيد)، خرج برنامج الزيارة الرسمي في الساعات الأخيرة، مقرراً الآتي: «إن المرشح الأميركي باراك أوباما سيلقي كلمته الرسمية أمام أعمدة بوابة النصر النازية» في وسط برلين، «وسيستقبله، إضافةً إلى زعيمة جبهة الأحزاب المحافظة المستشارة أنجيلا ميركل، ممثل جبهة الأحزاب الديموقراطية والاشتراكية وزير الخارجية فرانك شتاينماير في لقاء مستقلّ شخصي خاص».
لكن، على الرغم من هذه «التسوية» الغامضة، فإن برنامج زيارة باراك أوباما لم يرضِ أحداً. واختياره «بوابة براندنبورغ» بما ترمز إليه من معان، مكاناً لإلقاء كلمته الرسمية، أزعج قسماً من الألمان. ويختلف انزعاج هؤلاء بمدى اختلاف معاني هذه «البوابة التاريخية»؛ فهي من ناحية، رمز يجسّد انتصارات الجيش الألماني النازي في الحروب ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا. ومن ناحية ثانية، ترمز، بحسب رأي ميركل، إلى «الجسر الجوي» الذي التزم به «الحلفاء الثلاثة» (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة) لفكّ الحصار عن «برلين الغربية». كما ينظر قسم من الشعب إلى إطلالة الرئيس الأميركي، رونالد ريغان، من هذه البوابة التاريخية، ومطالبته الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بفتح الأبواب.
من هذا المنطلق، يرفض «الاتحاد المسيحي الديموقراطي»، الذي تتزعمه ميركل، وأعضاء من «الحزب الديموقراطي الحر» المعارض، اختيار أوباما للبوابة لإلقاء كلمته. وتعبّر المستشارة عن هذا الموقف بالقول «إن بوابة برلين التاريخية غير مناسبة للحملات الانتخابية». ويشير نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، أندرياس شوكينهوف، إلى «أن بوابة النصر في برلين ترمز للنصر على الجيران الذين أصبحوا اليوم أصدقاء وشركاء، من هنا، فإن اختيار أوباما لهذه البوابة إشارة غير موفقة».
والامتعاض من زيارة أوباما يتجاوز ألمانيا، إذ تشير مصادر رسمية إلى استياء فرنسي وبريطاني من اللقاء «الشخصي الخاص» بين أوباما وشتاينماير.