ترحيب أميركي وتحفّظ روسي والبوسنيون يحتفلون في الشوارع مع اعتقال زعيم صرب البوسنة، رادوفان كراديتش، المتّهم بجرائم حرب وإبادة جماعيّة، تزداد الفرص أمام بلغراد من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. إذ إن هذا الاعتقال يوفّر لصربيا شرطاً ضرورياً وضعه الاتحاد يتعلّق بالتعاون مع محكمة الجزاء الدوليّةاحتفت دول الغرب وبعض مواطني البوسنة والهرسك أمس، باعتقال زعيم صرب البوسنة، رادوفان كراديتش، بعد 13 عاماً على هروبه من وجه المحكمة الدوليّة المختصّة بجرائم حرب يوغوسلافيا السابقة، فيما بدأ العد العكسي للقبول بصربيا عضواً في الاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الصربي، بوريس تاديتش، قد أعلن في بيان موجز أنه «جرى تحديد مكان كراديتش وألقي القبض عليه»، وذلك بسبب اتهّامه إلى جانب قائد جيشه الجنرال راتكو ملاديتش، بالإبادة الجماعية خلال حرب البوسنة (1992-1995).
غير أن محامي كراديتش، سفيتوزار فوياتجيتش، قال إنه ألقي القبض على موكله الجمعة، وهو يستقلّ حافلة بين ضاحيتين في بلغراد، وإنه احتجز لمدة ثلاثة أيام قبل الإعلان.
وأعلن فوياتجيتش أنه سيقدّم طعناً في قرار قاضي التحقيق السماح بنقل موكله إلى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، «في آخر أيام المهلة وهو يوم الجمعة».
وأضاف «أعتقد أن طعني سيرفض، لكنني سأعرقل مشاريعهم لأنهم كانوا يخطّطون لنقله اليوم (الثلاثاء) أو غداً».
في هذا الوقت، توقّع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أن يؤكد المدعي العام لجرائم الحرب تعاون صربيا مع المحكمة بعد إلقاء القبض على كراديتش، وذلك في إشارة إلى خطوة ستؤدي إلى إزالة العقبات في طريق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال سولانا للصحافيين خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، «هذا إنجاز طيب من جانب السلطات الصربية. لقد أثبتوا رغبتهم في التعاون الكامل مع المحكمة الدولية».
وكانت صربيا قد وقّعت في نهاية نيسان اتفاق استقرار وشراكة مع الاتحاد الأوروبي، هو الخطوة الأولى نحو انضمامها إلى الكتلة الأوروبية. لكن هذا الاتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ إلا إذا اعتبر المدعي العام لدى المحكمة، سيرج براميرتس، أن اعتقال كراديتش يشير إلى «تعاون كامل» من جانب صربيا.
ورأى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الذي تتولى بلاده حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن اعتقال المسؤول الصربي «أمر جيد بالنسبة إلى التقارب بين صربيا والاتحاد الأوروبي». لكنه أشار إلى أن «المسائل تتقرر بين الدول الـ27، وسيقول البعض: حسناً، لقد قبض على كراديتش ولم يقبض على ملاديتش».
ولهذه الغاية، حضر وزير الخارجية في الحكومة الصربية، فوك يريميتش، إلى بروكسل، سعياً لإقناع الأوروبيين بحسن نيات بلاده. وقال «نحن في السلطة منذ أسبوعين، وإننا جادّون للغاية بالنسبة إلى مستقبلنا الأوروبي. لقد أثبتنا ذلك أمس».
وفي السياق، أصدر المكتب الإعلامي للبيت الأبيض بياناً ذكر فيه أن «السلطات الصربية نفّذت عملية ناجحة لاعتقال كراديتش».
ورحّب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون الأوروبية، ريتشارد هولبروك، الذي قام بدور أساسي في التوصل إلى اتفاقات دايتون لعام 1995 التي أنهت الحرب في البوسنة، باعتقال كراديتش، ووصفه بأنه «أسامة بن لادن الأوروبي» و«مهندس فعلي وحقيقي للقتل الجماعي».
أما في موسكو، فقد ذكر مصدر في وزارة الخارجية أن تسليم كراديتش إلى المحكمة الدولية «يعدّ شأناً صربياً داخلياً»، آملاً أن يرتدي التحقيق ... ومحاكمته طابعاً غير منحاز».
إلى ذلك، تجمّع البوسنيون أثناء الليل (الاثنين) في شوارع سراييفو التي قصفتها قوات كراديتش في عام 1995، للاحتفال بالقبض على الرجل المتّهم بقتل حوالى 11 ألفاً منهم.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)

أمّا المدعي الصربي، فلاديمير فوكشيفيتش، فقد أوضح أن كراديتش سينقل إلى لاهاي بموجب الإجراءات التي ينصّ عليها القانون الصربي. وأضاف «بحسب معلوماتي فإن قاضي التحقيق قد اتخذ القرار، وإن شروط نقله متوافرة» بموجب القانون.
وبموجب القانون الصربي يشكل الاستجواب التمهيدي الخطوة الأولى في عملية تسليم المشتبه فيه إلى محكمة الجزاء. ومن بعدها، على القاضي في غضون ثلاثة أيام أن يقرّر ما إذا كانت الشروط متوافرة لتسليم المتّهم إلى لاهاي.
(أ ف ب)