بول الأشقرنقلت كولومبيا خلافها مع نيكاراغوا إلى الدورة العادية لمنظّمة الدول الأميركية.
وطالب مندوبها كاميلو أوسبينا القضاء في نيكاراغوا بأن «يتحقق» مما إذا كان الرئيس دانيال أورتيغا قد خرق القوانين الدولية والتقى يوم الجمعة الماضي مع وفد رفيع المستوى من منظّمة الـ«فارك».
وطالب أوسبينا رئيس نيكاراغوا بالمساعدة على «محاصرة الفارك دبلوماسياً بدلاً من السماح لها بالتقاط أنفاسها»، وختم مهدّداً: «ساعدنا على دفن الفارك، وإلا فستُدفَن معها»!
وكانت صحيفة «لا برانسا» الصادرة في عاصمة نيكاراغوا، ماناغوا، قد أعلنت أنّ وفداً رفيعاً من الـ«فارك» يتقدمه عضوان من أمانة سرّها وصل إلى ماناغوا لمناسبة العيد الـ 29 للثورة الساندينية واجتمع مع الرئيس أورتيغا.
ولم يتأكد الخبر من المنظّمة الثورية، ولا من حكومة نيكاراغوا. وأكّدت الصحيفة أنّ الوفد وصل على متن طائرة من الشركة الفنزويلية للنفط، وهو ما نفته حكومة كاراكاس «جملة وتفصيلاً».
وكانت قيادة التنظيم الماركسي قد وجّهت رسالة إلى أورتيغا تطلب منه موعداً للحديث في «شؤون الحرب والسلم». رسالة دفعت بوغوتا إلى تحذيره من القيام بتلك الخطوة، موضحة أنها «لا تجيز تلك الوساطة ولا توافق عليها». وجاء ردّ أورتيغا قاسياً عندما أشار الى أنه «لا يحتاج إلى إذن من أحد» للتحاور مع الـ«فارك».
وردّ مندوب نيكاراغوا لدى المنظّمة اللاتينية، دينيس مونكادا، على زميله الكولومبي، متّهماً حكم ألفارو أوريبي بأنه «مافياوي» وبأنّه ما زال يستعرض عسكرياً في المنطقة المتنازع عليها بين بالبلدين، بالرغم من تعهّد أوريبي وقف هذه الاستعراضات، وذلك خلال اجتماع مجموعة «ريو» التي كانت قد انتهت بمصالحة بين جميع الرؤساء.
ووصف مندوب نيكاراغوا غارة كولومبيا في الأوّل من آذار على معسكر الـ«فارك» في الإكوادور بعبارة «إرهاب الدولة»، مؤكّداً أنّ حكومته لا تجد الـ«فارك» منظمة إرهابية، بل «حركة تحرر وطني».
من جهة أخرى، أفرجت المنظّمة اليسارية أوّل من أمس عن 10 رهائن كولومبيين كانت قد اختطفتهم قبل أسبوع وهم يجتازون نهر أتراتو في ولاية شوكو وسلّمتهم لمنظمة الصليب الأحمر الدولي.
ويرى مراقبون في هذه الحادثة، تذكيراً من الـ«فارك» بأن الحكومة الكولومبية كانت قد استعملت زوراً، شارات الصليب الأحمر الدولي ــ ما يُعَدُّ جريمة حرب حسب معاهدة جينيف ــ ومنظمة غير حكومية إسبانية وتلفزيون «تيلي سور» الفنزويلي في العملية الاستخبارية التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن ومن بينهم إنغريد بيتانكور.
وقال محامي القيادي «سيزار»، الذي كان مسؤولاً عن حراسة الرهائن، إنّ موكله «ما كان ليصعد على متن الطوافة لو لم يرَ شارة الصليب الأحمر الدولي». علماً بأنّ أوريبي اعترف باقتراف عناصر استخباراته لهذه الجريمة، وقدّم اعتذاراً رسمياً للصليب الأحمر عن ذلك.
وخلال زيارة رسمية يقوم بها إلى واشنطن، أكّد وزير الدفاع الكولومبي خوان مانويل سانتوس، الذي استقبله الرئيس جورج بوش ليهنّئه شخصياً على «النجاح الباهر في الإفراج عن الأميركيين الثلاثة»، أنّ العملية تطلبت «تقنيات هوليوودية لكي يمثّل الجنود دور إيطالي وأوسترالي وعربي، إضافة إلى طبيب وممرضة ومصور من تيلي سور».