لم تمنع لغة التهديد المتصاعدة بين واشنطن وطهران من إشارات غزل متبادلة قد تمهّد لعلاقات أوسع، أعقبت لقاءات حول العراق، وتوّجت بقبول استثنائي للرئيس محمود أحمدي نجاد بالحديث مع محطة تلفزيونية أميركيةجددت طهران، أمس، رمي الكرة في الملعب الأميركي في ما يتعلق بمستقبل علاقتها بواشنطن، في خضم الأزمة النووية المستعرة بينها وبين الغرب، متقدّمةً خطوة نحو الأمام في هذا الاتجاه من خلال مقابلة نادرة أجرتها محطة تلفزيونية أميركية مع الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد.
وأعلن نجاد، في حديثه لشبكة «أن بي سي» التلفزيونية الأميركية، أمس، أنه إذا اعتمدت الولايات المتحدة مقاربة جديدة حيال ملف إيران النووي، فإن طهران ستتجاوب معها.
وقال نجاد «اليوم نشهد سلوكاً جديداً من جانب الولايات المتحدة ومسؤولي الولايات المتحدة. وسؤالي هنا هو هل هذا السلوك نابع من مقاربة جديدة؟ أي بكلام آخر احترام متبادل وتعاون وعدل؟ أم أن هذه المقاربة هي استمرار للمواجهة مع الشعب الإيراني ولكن بطريقة جديدة؟».
وتابع: «إذا كان الوضع استمراراً للمسار السابق، فعلى الشعب الإيراني عندها حماية حقوقه ومصالحه. أمّا إذا تبدّلت المقاربة، فسنكون أمام وضع جديد وردّ الشعب الإيراني سيكون رداً إيجابياً».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إيران تسعى إلى أن تصبح قوة نووية، أجاب الرئيس الإيراني «لا نعمل على تصنيع قنبلة. لا نؤمن بالقنبلة الذرية».
من جهة ثانية، اختار الرئيس الإيراني وكيل وزارة النفط الحالي، علي كردان، لتقديمه إلى مجلس الشورى لتولّي وزارة الداخلية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن كردان شغل العديد من المناصب الإدارية في أجهزة الدولة المختلفة، بما فيها مساعد رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للشؤون الإدارية والمالية والبرلمانية وشؤون المحافظات.
وفي طهران أيضاً، اجتمع وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، مع نظيره العماني، يوسف بن علوي، عشية اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز الذي ينعقد اليوم في العاصمة الإيرانية.
وأعرب متكّي عن أمله أن يؤ‌دي اجتماع عدم الانحياز «إلى ارتقاء مكانة حركة عدم الانحياز في الظروف الحسّاسة الراهنة التي يشهدها العالم».
على صعيد آخر، قال رئيس وزراء البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال استقباله السفير الإيراني لدى المنامة حسين أمير عبد اللهيان، إن «إيران لا تمثّل مصدراً للتهديد في المنطقة، وإن البحرين حريصة على رفع مستوى علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة على الصعيد الاقتصادي وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين».
إلى ذلك، أعلن قائد سلاح الجو الإيراني، العميد أحمد ميقاني، أن «مقاتلات أف ــــ 14 المتطورة تستعد للقيام بالخدمة وتنفيذ العمليات خلال 40 يوماً، بفضل جهود الخبراء الإيرانيين».
وأشار ميقاني إلى «محاولات الأعداء الحيلولة دون تنامي الثورة الإسلامية»، مشيراً إلى أن « هزيمة الصهاينة في الحرب (على لبنان عام 2006) كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي تصيب نعشهم المتداعي».
وتحدّث ميقاني عن تحقيق سلاح الجو الاكتفاء الذاتي في مجال صيانة الطائرات وترميمها، موضحاً أن «هذا السلاح استطاع حتى الآن صناعة مختلف أنواع الطائرات، بينها من دون طيار، والصواريخ والرادارات».
(أف ب، يو بي آي، مهر، فارس)