تبدّدت الادعاءات الإسرائيلية عن وعود مصرية بعدم فتح معبر رفح وربطه بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مع فتح القاهرة المعبر مدة يومين، في وقت تواصلت فيه الأزمة الداخلية مع ردّ «فتح» على اعتقالات «حماس» بشن حملة اعتقالات موازية في الضفة الغربيّة
رام الله ــ أحمد شاكر

أعلنت مصر أمس عزمها على فتح معبر رفح اليوم الثلاثاء لمدة يومين، وذلك للسماح للعالقين على الجهتين بالعبور، بحسب السفير الفلسطيني في القاهرة، نبيل عمرو، الذي أوضح أن «جميع الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى علاج سيسمح لهم بالدخول إلى مصر، كذلك سيدخل الفلسطينيون العائدون من الخارج إلى غزة من طريق مصر»، مضيفاً أن هذا القرار هو «إنساني تلبية لمناشدة الفلسطينيين العالقين».
ولم يعلّق المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف على القرار المصري. وقال إن «معبر رفح لن يفتح قبل إطلاق سراح شاليط».
في السياق، رفضت «حماس» تصريحات الناطقة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أميرة أورون، ‏بشأن تشغيل معابر قطاع غزة التجارية، التي ربطته بالإفراج عن شاليط، مشددةً على أن التزامها والفصائل الفلسطينية باتفاق التهدئة ‏«مرهون بثمن يجب على الاحتلال دفعه، وخصوصاً على صعيد رفع الحصار وفتح المعابر».‏
وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن هذه التصريحات «تعكس سوء ‏نيات الاحتلال ومحاولته التلاعب بشروط التهدئة».
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة الإفراج عن الناطق باسم «كتائب شهداء الأقصى» في قطاع غزة، أبو قصي، بعد اعتقاله لساعات. وأوضحت أنه «تم الإفراج عنه بعدما تعهّد عدم العودة إلى لغة التخوين والتشهير والتجريح أو الطعن». وأكدت «ضرورة التزام الجميع التوافق والإجماع الوطني».
وقال أبو قصي، واسمه الأصلي محمد أبو عرمانة: «أفرج عني منتصف ليلة أول من أمس بعد اعتقال لساعات. وتم استجوابي في عدد من القضايا، منها من يقف وراء خرق التهدئة والمسؤول عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل»، مؤكداً أنه «لم يوقِّع على أي تعهد».
في المقابل، اتهمت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية قوات الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس بملاحقة مقاوميهما واعتقال عدد منهم. وقالت «حماس» إن الأجهزة الأمنية اعتقلت مقاومين فيها في مدينة الخليل جنوب الضفة، بينهم طالب جامعي ومحاضر في كلية العروب.
بدورها، قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية «واصلت مطاردة قائد سرايا القدس في شمال الضفة الغربية علاء أبو الرب، خدمة للمصالح الإسرائيلية».
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ثمانية فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة. وأصيب ثلاثة فلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة عقب اعتداءات منفصلة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، وقع رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، سلام فياض، بصفته وزيراً للمال، ومدير البنك الدولي ـــــ فرع فلسطين، ديفيد كريك، ‏ثلاثة اتفاقات لدعم مشاريع تخص قطاع الكهرباء والمياه في الضفة الغربية وقطاع غزة ‏بقيمة 29 مليون دولار.‏ وأوضح فياض أن «خمسة ملايين دولار ستكون مخصصة لتمويل أعمال مصلحة المياه ‏في قطاع غزة لتحسين إدارة قطاع المياه. وسيكون هناك 12 مليون ‏دولار إضافي لمشروع معالجة مجاري شمال غزة (بيت لاهيا)».