منذ أيام، تحدّى روبرت موغابي (84 عاماً) العالم كي يحتفظ لنفسه بالسلطة في زيمبابوي عبر انتخابات رئاسية مشكوك في شرعيتها، ممدّداً حكمه الذي بدأ مع اندحار الاستعمار عام 1980، لم يبق أحد إلا واعترض على «دكتاتوريته»، وكأنّ «بطل القارة السمراء السابق» الذي حرّر بلاده من الاستعمار والتمييز العنصري هو «الدكتاتور المعمّر» الأوحد في العالم. موغابي ليس وحيداً في الميدان. فالعالم يزخر بهذه النماذج، وفي ما يأتي أبرزهم:* عمر بونغو (73 عاماً)، رئيس غابون الأفريقية، أطول «المعمّرين» في السلطة (41 عاماً). تدرّج في المناصب بدءاً من وزير للخارجية حتى نائب للرئيس ليون مبا، ليصبح رئيساً عام 1967. بونغو ليس الحائز لأطول حكم، بل أيضاً «الرئيس الأغنى في العالم»، لذلك حامت حوله العديد من شبهات الفساد، التي كان الرئيس الأميركي جورج بوش شريكاً في إحداها بحسب شهادة أحد مستشاريه السابقين ورجل الأعمال جاك أبراموف، المتورّط بقضايا فساد ورشى، والتي قال فيها إنّه دبر لقاءً بين بوش وبونغو محوره صفقة بـ 9 ملايين دولار.
■ معمر القذافي (66 عاماً)، الزعيم الليبي، تسلم الرئاسة عام 1969 بعد ثورة بيضاء، أصبح بعدها زعيماً لمجلس الثورة، كرّس «الديموقراطية الشعبية» في حكمه. تراوحت علاقته بالغرب بين مدًّ وجزر، فاتُّهم بدعم «الإرهاب» والتورّط في تفجيرات وعمليات إرهابية (تفجير النادي الألماني، وخطف طائرة لوكربي، فضلاً عن أزمة الملف النووي، ومن ثم قضية الممرضات البلغاريات) قبل أن ترتقي علاقته به في الآونة الأخيرة ويصبح شريكه الاقتصادي.
■ مأمون عبد القيوم (69 عاماً)، رئيس مالديف منذ 11 تشرين الثاني 1978. بدأ مسيرته السياسية من الاعتقال بعدما انتقد الرئيس آنذاك إبراهيم ناصر، ليعود ويتدرّج في مناصب متعدّدة في الإدارة العامة ويُعتقل من جديد للسبب نفسه. أُفرج عنه وتابع مسيرته ليُصبح وزيراً في حكومة ناصر، ومن ثم رئيساً للبلاد. جمع العديد من الصلاحيات في قبضة من حديد بينها وزارة الخارجية والدفاع إلى أن تخلّى عنهما عام 2004 نتيجة الضغوط الدولية.
■ تيودورو أوبيانغ (66 عاماً)، رئيس غينيا الاستوائية منذ 3 آب 1979. أتى إلى السلطة عبر انقلاب دموي على فرانسيسكو ماسياس. صُنّف حكمه من العديد من المنظمات الدولية بأنّه «أسوأ الأنظمة الدكتاتورية» في العالم. 90 في المئة من معارضيه يعيشون في المنفى. عام 2003، أعلن الإعلام المحلي أنّ أوبيانغ «على علاقة دائمة بالله، يستطيع أن يقتل من دون أن يحاسبه أحد ومن دون أن يذهب إلى الجحيم».
■ خوسيه إدواردو دوس سانتوس (68 عاماً)، رئيس أنغولا، يتولى منصبه منذ أيلول 1979. وصل إلى السلطة بعدما تدرّج من منصب لآخر في حياته السياسية، وانتخب رئيساً للبلاد بعد وفاة أنغوستينهو نيتو، تمكّن من تحسين اقتصاد بلاده الغنية بالماس والنفط وضبط التضخم. لكنّه لم يتمكّن من القضاء على الفساد الإداري حتى الآن.
■ الرئيس المصري حسني مبارك (80 عاماً)، وصل إلى كرسي الرئاسة عبر انتخابات مجلس الشعب، في تشرين الأول 1981، بعد اغتيال أنور السادات. أُعيد انتخابه رئيساً للجمهوريـة خلال استفتاءات على الرئاسة أعوام 1987 و1993 و1999 و2005. عُدّل الدستور عام 2005 كي يسمح بتعدّد المرشحين، وبانتخاب الرئيس مباشرةً من الشعب. يلقى حكمه معارضة شديدة من الداخل، وتشهد البلاد أزمات متتالية اقتصادية وسياسية وطائفية.
(الأخبار)