مولن يحذّر من فتح «جبهة ثالثة»: هذا لا يعني أنّنا لا نمتلك القدراتوأشار أحد هؤلاء المسؤولين إلى أنّ «إسرائيل ألغت مشاريع وأرجأت مخططات ورصد ميزانيات تتعلق بالقدرات الاستراتيجية المطلوبة لها من أجل التوصل إلى قدرة عسكرية حقيقية لتوجيه ضربة ضدّ إيران، وهذا يمثّل إخفاقاً حقيقياً». وكشف عن أنّ إسرائيل «تصحح في السنة أو السنتين الأخيرتين الخطأ بشكل سريع، إلا أن الفجوات عميقة وتنطوي على إشكاليات».
وأوضح مسؤولون آخرون «يتضح الآن، بعدما تبين فجأة أن إسرائيل بقيت وحدها ومن دون دعم دولي أو أميركي، ولم يعد هناك من ينفّذ الهجوم بدلاً منها، أن هذا موضوع ملتهب، ونحن بعيدون عن امتلاك القدرة التي كان ينبغي أن نمتلكها في هذه المرحلة».
ويظهر بشكل جلي الغضب الإسرائيلي من تركها منفردة في المواجهة، حيث قال نائب وزير الدفاع متان فيلنائي، خلال اجتماع مع جنود في قوات الاحتياط في قاعدة «تسيئيليم» لتدريب قوات النخبة البرّية في الجيش، إنّ «التهديد الإيراني وكل تهديد يقع وراء الأفق هو ليس مشكلتكم، هذه ليست قضيتنا وحدنا فقط، بل تشمل وكالات (الاستخبارات) الأجنبية، واستخبارات عسكرية وسلاح الجو».
وفي السياق، لفت المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئل، إلى أنّ إسرائيل ستضطر للأخذ بالاعتبار ردّة فعل إيرانية قاسية. وأضاف أنّه من غير المعقول أن يضبط الإيرانيون أنفسهم كما فعلت سوريا بشأن قصف المنشأة التابعة لها، في أيلول الماضي. وأضاف أنه إلى جانب صاروخ «شهاب» الذي يغطي كل المناطق في إسرائيل، تحاول إيران أيضاً تشغيل منظومة الصواريخ التابعة لحزب الله و»حماس».
كذلك رأى محلل الشؤون العربية في «هآرتس»، تسافي برئل، أنّ صواريخ «شهاب 3» و«شهاب 4» تعدّ التهديد الاستراتيجي الأكثر فعالية الذي قد تستخدمه طهران. وحذّر من خطورة تنفيذ إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز.
وفي تهديد أميركي لإيران، أعلن قائد الأسطول الخامس في البحرين الأدميرال كيفين كوسغريف، خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي عقب المحادثات التي أجراها مع قيادات القوات البحرية في دول الخليج العربي، أنّ واشنطن وحلفاءها لن تسمح بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. وقال «إذا أغلقت طهران المضيق، فكأنّها تقول للعالم إنّ 40 في المئة من النفط أصبح رهينة في يد دولة واحدة»، محذّراً من أنّ «كل ضابط أميركي في جهوزية تامة من أجل الدفاع عن سفينته».
تهديدات كوسغريف، أعقبها تحذير لرئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايكل مولن، العائد من زيارة إلى إسرائيل، من مغبّة فتح «جبهة ثالثة» ضدّ إيران، ما سيضع «ضغوطاً شديدة للغاية» على الجيش الأميركي. لكنّه أشار إلى أنّ «هذا لا يعني أننا لا نملك القدرات، لكن الأمر سيكون شاقاً، ومن الصعب أحياناً توقع عواقب ذلك». ورفض مولن التعليق على نوايا تل أبيب بضرب إيران.
وفي طهران، قال مساعد القائد العام لقوات الحرس الثوري، العميد محمد حجازي، إن «هناك احتمالا بأن تكون المحادثات الإسرائيلية غير المباشرة مع سوريا وتوقيع اتفاقية الهدنة مع حركة حماس تمهيداً لشنّ هجوم إسرائيلي ضدّ إيران».
ورأى حجازي أن «هذه الظروف تفترض الاستعداد واليقظة لمواجهة أي عدوان محتمل»، مشيراً إلى أنّ «الخطة التي وضعتها إيران لمواجهة الاحتمالات مبنية على أسس صلبة تحبط أي عدوان»، وأنّ الردّ سيكون مدمراً وحاسماً. ورأى أنّ حرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل «أثبتت هشاشة الكيان الصهيوني ومدى ضعفه».
من جهته، توعّد وزير النفط غلام حسين نوذري، على هامش مؤتمر النفط العالمي في مدريد، بـ«ردّ قوي من طهران» في حال مهاجمتها. ولكنّه أشار إلى أنّ إيران لن تمنع وارداتها النفطية عن السوق حتى في حال مهاجمتها.
نووياً، كشف عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية «سي أي ايه» لصحيفة «واشنطن بوست» أنّ المسؤولين في الوكالة تجاهلوا أدلة تثبت أن إيران أوقفت العمل على تصنيع قنبلة نووية، وعدّ ما حصل «قمعاً مقصوداً لإثباتات عن إيران، تخالف وجهة نظر الوكالة».
(الأخبار، أ ب، أ ف ي، يو بي أي)