14 فصيلاً فلسطينيّاً تتحاور في مصر... وإسرائيل تعيد إغلاق المعابر قيس صفديرام الله ــ أحمد شاكر
القاهرة ــ الأخبار
سعت «حماس» أمس إلى التبرّؤ من الاشتباكات التي شهدها معبر رفح أوّل من أمس، واصفة محاولة اقتحامه بـ «العفوية»، فيما حمّلت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، جهات في رام اللّه وأخرى مصرية مسؤولية الموافقة على دخول أسماء فلسطينية من دون علم الحركة الإسلامية، في تصريحات ترافقت مع إعلان من القاهرة عن قرب استضافة حوار بين 14 فصيلاً فلسطينياً.
وحدّد رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، سبب صدامات معبر رفح بوجود «عمليات تنسيق لسنا في صورتها»، مؤكداً أن «الحرص كان عالياً لدى وزارة الداخلية والحكومة المقالة لوضع كل الضوابط داخل المعبر كي تسير عملية سفر العالقين والمرضى طبيعياً. لكن هناك تطورات جرت في اللحظة الأخيرة، مثل تدفق المئات من المواطنين بشكل مفاجئ». ودعا السلطات المصرية إلى «تعزيز التنسيق مع الحكومة، سواء في ما يتعلق بالقوائم المباشرة أو غير المباشرة». وطالب هنية مصر بالتعجيل في إجراءات فتح المعبر «مرة وإلى الأبد، من خلال التوافق مع الأطراف ذات الصلة ممثلة في الحكومة المقالة والرئاسة ومصر والأوروبيين، حتى لا نبقي الشعب الفلسطيني رهينة الحصار».
وأعلنت وزارة الداخلية في حكومة هنية أنها لن تسمح لأي مواطن فلسطيني بدخول المعبر «ما لم يكن ضمن الكشوف الرسمية». وأوضحت أن «السبب الرئيسي لأزمة المعبر يرجع إلى حصول مئات المواطنين على موافقات بالسفر والتنسيق عبر جهات فلسطينية في رام الله أو جهات مصرية من دون علم وزارة الداخلية في غزة». وطالبت، في بيان صحافي، بتزويدها بكشوف مسبقة قبل السفر لعمل الترتيبات اللازمة. وقالت إن «السماح فقط لعشرات المواطنين بالسفر هو أحد أسباب اندفاع الآلاف». وأوضحت أنه بات واضحاً «سعي أطراف متعدّدة لصناعة حال الفوضى التي شهدها المعبر، قبيل الحوار المفترض بين الأطراف ذات العلاقة بفتح المعبر».
إلّا أن المتحدّث باسم الحكومة المصرية مجدي راضي، قال إن ما حدث هو «تصرف غير مسؤول من جانب قلة غير مسؤولة». وأضاف أن «مصر تتحلى بمزيد من الصبر تجاه التعامل مع هذه التصرفات، لكنّ للصبر حدوداً».
وتمكّن أمس أكثر من 300 فلسطيني من العالقين في الجانب المصري من العودة إلى القطاع بعد فتح سلطات الأمن المصرية للمعبر في اتجاه واحد.
في هذا الوقت، أعادت إسرائيل إغلاق معابر القطاع بعد إعلان مصدر عسكري إسرائيلي سقوط قذيفة صاروخية قرب «شاعر هنيغيف» في النقب الغربي جنوب فلسطين المحتلة، من دون وقوع إصابات.
وفي إشارة إلى تراجع فرص استئناف الحوار، قال هنية، في احتفال نظّمه جهاز الأمن والحماية في مقرّ الرئاسة المعروف باسم «المنتدى» في غزة، إن «مبعث الفخر الأول للحكومة هو استعادة الأمن المفقود في كل محافظات القطاع»، متّهماً من وصفهم بـ«أمراء الحرب» بالوقوف وراء الفوضى التي كانت سائدة في غزة قبل سيطرة حركة «حماس».
تزامن كلام هنيّة مع إعلان سفير فلسطين في القاهرة، نبيل عمرو، أن «مصر ستوجّه قريباً الدعوات لأربعة عشر فصيلاً فلسطينياً إلى إجراء حوار مضغوط بهدف وضع الآليات لتطبيق مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للمصالحة الوطنية الفلسطينية، التي توافقت عليها حركتا فتح وحماس». وأضاف أن «مصر تجري حالياً المشاورات مع السلطة الوطنية وجميع التنظيمات والفصائل والأحزاب لتحديد الموعد الزمني وأجندة الحوار الذي سيركز على تطبيق الحل لا الحوار في الحل».
وأشار عمرو إلى أن «عباس قام بجولة شملت مصر واليمن والسعودية، التقى خلالها قادة هذه الدول والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وسيزور سوريا قريباً للقاء المسؤولين السوريين، في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد للتشاور في سبل إنجاح الحوار الوطني الشامل على أساس المبادرة اليمنية».
وفي لقاء جمع الأسد ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، أمس، أكد الرئيس السوري أن بلاده «ستواصل مساعيها لضمان عودة وحدة الصف الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وبعد اللقاء، أكد مشعل «ضرورة الالتزام الإسرائيلي ببنود اتفاق التهدئة»، معرباً عن «ترحيب حماس بالمصالحة الفلسطينية وبأي حوار وطني جاد يعالج جذور الانقسام».
وفي السياق، رأت حركة «حماس» أن تصاعد عمليات الاعتقال التي تنفذها الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، «مؤشر سلبي لا يتوافق مع الجهود والآمال بقرب عودة الوفاق الوطني». ودعت عباس والقائمين على الأجهزة الأمنية، إلى «مراجعة هذا السلوك».