بدأ وزير الخارجية السوريّ، وليد المعلّم، أمس، زيارة إلى باريس، تحضيراً لوصول الرئيس السوري بشار الأسد في الثاني عشر من تموز الجاري. زيارة من المفترض أن تؤسّس لمرحلة جديدة في العلاقات الفرنسيّة ـ السوريّة، التي تدهورت بعد عام 2005استبعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس بدء محادثات سلام مباشرة بين بلاده وإسرائيل، معتبراً أن الأمر «سابق لأوانه». كما رفض فك التحالف مع إيران، إلا أنه أشار إلى أنه سيكون للسلام «انعكاسات على المنطقة».وقال المعلم، في جلسة أسئلة وأجوبة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إنه «من السابق لأوانه الحديث عن مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل». وأضاف إنه «في اللحظة التي تشعر فيها سوريا بأنها وصلت إلى أرضية مشتركة متفق عليها بينها وبين الإسرائيليين تتناول كل عناصر اتفاقية سلام، فإنها ستتّفق على مكان إجراء هذه المحادثات المباشرة». وأشار المعلم إلى أن «المحادثات المباشرة تحتاج إلى مشاركة ورعاية أميركية نشطة وأنه لإعطاء ضمانات فهناك حاجة إلى دور أوروبي نشط يمكن أن تمثّله فرنسا». وأضاف إن ثمة حاجة إلى دور لروسيا ودور للأمم المتحدة في هذه المحادثات.
كما استبعد المعلم احتمال إجراء محادثات بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في باريس. وقال «هذه المسألة ليست على جدول الأعمال». وأشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة الجارية بين سوريا وإسرائيل في تركيا «ليست سوى في بدايتها ومن السابق لأوانه الحكم عليها». وتابع إن «الهدف من تلك المباحثات هو التمهيد لمفاوضات مباشرة». وشدّد الوزير السوري على رفض التنازل عن أي شبر من الجولان، كما استبعد تماماً أن تنأى سوريا بنفسها عن إيران. وقال «لا يمكن قبول شروط مسبّقة لمفاوضات السلام. لم نطلب من إسرائيل أن تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة». لكنه أوضح أنه ستكون لنتيجة مفاوضات السلام «انعكاسات على المنطقة برمتها».
وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن الوفد الإسرائيلي كان مستعداً من البداية للدخول في مفاوضات مباشرة، إلّا أن السوريين أصرّوا على أن يعقد الوسطاء الأتراك مفاوضات منفصلة مع الجانبين. وأشار إلى أنه خلال جولات التفاوض، عملت الأطراف على تحديد القضايا وتأليف لجان لمناقشتها.
وعن العلاقات السوريّة ــ الفرنسيّة، قال المعلم «شهدت العلاقات فتوراً لكن قدوم الصيف بعث فيها شيئاً من الحرارة». وأضاف «نتطلع إلى علاقات جيدة مع فرنسا ونأمل أن تشارك في برنامج إصلاحاتنا وتمنحنا التكنولوجيا الحديثة».
وبالتزامن مع زيارة الأسد المرتقبة إلى باريس، دعت المعارضة السورية إلى التجمع خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط في 13 تموز في العاصمة الفرنسيّة. وقالت، في بيان لها، إن التظاهرة تنوي المطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا وإنهاء الاعتقالات التعسفية في أوساط المفكرين والمعارضين واحترام حقوق الإنسان والمواطن. وطالبت المعارضة أيضاً «بوقف ممارسات التعذيب في السجون السورية وإلغاء قانون الطوارئ الذي يضيّق على السوريين منذ 45 سنة».
وصدر النداء عن لجنة «بيان دمشق» في فرنسا، وهي وثيقة وقّعتها أحزاب المعارضة العلمانية السورية والإخوان المسلمون وتدعو إلى «تغيير ديموقراطي» في سوريا.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)