مصر تعيد إغلاق معبر رفح... وبيريز يشكّك في شرعيّة عبّاسأحمد شاكرعاد نجم الخلاف بين «فتح» و«حماس»، القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان، إلى الظهور مجدداً، ليشن حملة على الحركة الإسلامية، ويتهمها بتنفيذ «أجندة فارسيّة»، وذلك ردّاً على العرض العسكري الذي أقامته الحكومة المقالة في مقر الرئاسة في غزّة.
وقال دحلان، في بيان، إن «سيطرة حماس على آخر مقار الشرعية الفلسطينية في غزة، وهو مقر الرئاسة، يؤكّد أن معركة حماس لم تكن يوماً ضدّ إسرائيل، بل ضدّ المصالح الوطنية الفلسطينية خدمة لأجندة فارسية».
ووصف دحلان تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، بـ«السخيفة، وتعبّر عن حالة من الهوس والتخبط لدى قيادة حماس، التي كشفت على حقيقتها وتمت تعريتها من قبل الفلسطينيين بعدما تشدقت بالمقاومة سنوات طويلة». وكان أبو مرزوق قد اتهم «فتح» والنائب دحلان بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل بهدف إفشال التهدئة.
وقال دحلان: «يبدو أن حماس وقادتها يبحثون الآن عن شماعة لتعليق أخطائهم التي ارتكبوها، وما زالوا يرتكبونها بحق المواطنين في غزة». وأضاف أنه «كلما غرقت حماس في كارثة جديدة تذكرت محمد دحلان، الذي أصبح لا يتذكرها». وأضاف أنه «عندما كنا في السلطة، وأعربنا عن رفضنا لسلوك حماس الذي هدف طوال الوقت إلى تدمير السلطة وإنجازاتها، كنا نتهم بأننا خونة. والآن، بعدما عقدت حماس صفقتها المخزية مع إسرائيل، تحاول حمايتها، ليس بالبعد الأمني فقط، بل من خلال نشر قواتها على الحدود ومطاردة المقاومين».
في هذا الوقت، ردّت حركة «حماس» على قرار إسرائيل إغلاق المعابر، الأمر الذي يعدّ خرقاً للتهدئة، فأعلنت تعليق المفاوضات غير المباشرة، التي كان يفترض أن تجري في القاهرة، لإتمام صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط في مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال القيادي في «حماس»، أسامة المزيني، لوكالة أنباء «رامتان» الفلسطينية: «لن نذهب لمفاوضات جديدة قبل أن تلتزم إسرائيل تنفيذ كل بنود اتفاق التهدئة، الذي ستقوم الحركة بتقويمه خلال اليومين المقبلين». وأشار إلى أن «حركته تلقت دعوة مصرية الثلاثاء الماضي للذهاب إلى القاهرة للبدء في مفاوضات الصفقة، إلا أنها اعتذرت عنها».
ولفت المزيني إلى أن «كميات البضائع التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى قطاع غزة خلال الأيام الماضية من وقود وأغذية، تؤكد أن الاحتلال لا يزال يراوغ في تنفيذ ما اتُّفق عليه، لأنها أقل بكثير مما اتُّفق عليه من حيث الكم والنوع». وأكد أن حركته لن تتخلى عمّا وصفه بشروط الحد الأدنى، وهي «إطلاق سراح 450 معتقلاً في مرحلة أولى، و550 في المرحلة الثانية بما تشمله من أطفال ونساء».
في السياق، أعادت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح بعدما أبقته مفتوحاً مدة ثلاثة أيام، للسماح بعبور العالقين الفلسطينيين من الجانبيين.
إلى ذلك، رأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أنه «لا يوجد احتمال للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب الانقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس». وأوضح أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يملك أي شرعية لدى شعبه، ولا يملك قوة لتنفيذ اتفاقات أمنية، وأي اتفاق بين الجانبين سينهار».