دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة نشرتها صحيفة «لو فيغارو» أمس، فرنسا إلى تأدية دور رئيسي في رعاية مفاوضات مباشرة بين بلاده وإسرائيل، كاشفاً عن أنّ استعدادات تجرى حاليّاً لترتيب لقاء يجمعه ونظيره اللبناني ميشال سليمان في باريس، ومشدّداً في الوقت نفسه على رؤية بلاده بأنّ سلاح حزب الله لن يُنزَع قبل أن يستتبّ السلام في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلّة.ورحّب الأسد بـ«قطيعة فرنسا مع سياستها السابقة إزاء سوريا»، واصفاً سياسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنها «أكثر واقعية وتتماشى بصورة أفضل مع مصالح بلدينا، وهي أساس متين لإعادة العلاقات على أسس سليمة».
كما وصف زيارته المقرّرة في 12 من الشهر الجاري إلى باريس بأنها «زيارة تاريخية: انفتاح (سوريا) على فرنسا وعلى أوروبا».
وبشأن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، رأى الرئيس السوري أنّها «ستصبح مباشرة فور إيجاد أرضيّة مشتركة». وشدّد الأسد على الطابع الحاسم «لرعاية» المفاوضات، قائلاً إنّه «يعوّل على الرئيس الأميركي المقبل وإدارته»، داعياً ساركوزي إلى المشاركة بصورة مباشرة في هذه الرعاية. وحول التطورات في الملف اللبناني، أشار الأسد إلى أنّ دمشق لطالما اعترفت باستقلال لبنان، مجدّداً التأكيد بأنّه «لا مشكلة أبداً بإطلاق مباحثات لاعتماد سفارة سورية في بيروت فور تأليف حكومة وحدة وطنيّة».
وعن ترتيب لقاء له مع سليمان في باريس، أفصح عن «وجود استعدادات لترتيب لقاء ثنائي يجمعه بسليمان»، لافتاً إلى أنه يعرف الرئيس سليمان منذ نحو 15 عاماً وأنّ علاقات جيدة تربطه به، متعهّداً بتقديم الدعم السياسي له في مسيرته الرئاسيّة.
وبشأن المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، قال الأسد إنّه ليس لبلاده أي مشكلة مع تأسيس المحكمة الدوليّة، لأنّ «سوريا تعاونت مع لجان التحقيق وستواصل تعاونها».
وعمّا إذا كانت دمشق مستعدّة لنزع سلاح حزب الله، أشار الأسد إلى أنّه لا حلّ للسلاح سوى بإحلال السلام، مؤكّداً أنه «حين يستتبّ السلام في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلّة، لن يبقى هناك حاجة لحمل السلاح».
(الأخبار)