يدور في الأروقة الفلسطينيّة جدل بيزنطي حول تاريخ انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس. يرى قادة «حماس» أن اعترافهم بعباس كرئيس، المفتاح لأي مصالحة مستقبلية، سينتهي خلال ستة أشهر، ويخططون لاختيار رئيس جديد، بينما يرى مساعدو أبو مازن أنه يستطيع البقاء في مكتبه حتى عام 2010.ويتزامن الموعد النهائي الذي حددته «حماس» لولاية الرئيس الفلسطيني مع الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي جورج بوش لصياغة مسودة اتفاق فلسطيني ــــ إسرائيلي للسلام. إلا أن عبّاس سيسعى إلى الاحتفاظ بمنصبه، بغض النظر عن قرارات «حماس».
لكن الفشل في قيادة بلاده نحو الاستقلال سيؤدي إلى إضعاف رئيس، هو أصلاً غير محبوب شعبياً، ويزيد الهوة بين «حماس» و«فتح». ويقول المحلل السياسي علي جرباوي «إذا انتهت السنة من دون اتفاق سلام كما وعد الناس، فعباس وكل أجهزة السلطة الفلسطينية، التي تأسست للتوصل إلى هذا الحل، ستكون معرّضة لتساؤل كبير».
ويرجع الخلاف على نهاية ولاية عبّاس إلى التفسيرات المختلفة للقانون، إذ إنه انتخب في كانون الأول من عام 2005، حين حصل على نسبة 62 في المئة من الأصوات في الضفة الغربية وغزة. وبعد عام، هزمت «حماس» حركة «فتح» في الانتخابات البرلمانية. ويشير القانون الأساسي إلى أن مدة انتخاب الرئيس والبرلمان هي أربع سنوات.
قبل انتخاب «حماس»، مرر البرلمان قانوناً يشترط أن تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الوقت نفسه. إلاّ أن حركة «حماس»، التي سيطرت على البرلمان، لم تدرج هذا القانون ضمن القانون الأساسي. النتيجة: تؤمن «فتح» أنه يحق لعباس البقاء سنة إضافية كرئيس للسلطة.
حتى الآن، لم تتحدّ «حماس» موقع عباس كرئيس، كما سمحت له بإجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل. إلاّ أنه في الأيام الأخيرة، أعلن مسؤولون في «حماس» أنهم يرون أن ولاية عباس تنتهي في شهر كانون الثاني المقبل. بعد ذلك، وكما ينص القانون الأساسي، يتولى الرئاسة رئيس المجلس التشريعي. وبما أن رئيس المجلس عبد العزيز دويك في الأسر الإسرائيلي، فإنه من المفترض أن يتولّى نائبه أحمد بحر الرئاسة لمدة 60 يوماً قبل الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية، بحسب النائب «الحمساوي»، فرج الغول، فيما قال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إنه «يتوجب على حماس تطبيق القانون».
ويفترض أن تجري هذه الانتخابات في غزة فقط، من دون مشاركة «فتح». وقد يكون تهديد «حماس» بمثابة محاولة للضغط على عباس للتفاوض على اتفاقية الشراكة في السلطة.
في السياق، أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، أنه «ليس متفاجئاً من تهديدات حماس»، موضحاً أنهم «ملتزمون بانقلابهم في غزة».
وفي الأسابيع الأخيرة، ألمح مساعدو عباس إلى أنه قد يستقيل في الخريف إذا لم تتقدم المفاوضات مع إسرائيل. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام، فمن غير المحتمل أن يدعو عباس إلى انتخابات في وقت قريب.
(أ ب)