شُغِل الطرفان الأميركي والعراقي أمس بتداعيات تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي التي كشف فيها عن رغبة بلاده بوضع حدّ لوجود قوات الاحتلال الأميركي، أو على الأقلّ تحديد جدول زمني لانسحابها. وفي الوقت نفسه، تلقّت حكومة بغداد خبراً عكّر مزاجها المتفائل من الانفتاحة العربيّة حيالها، إذ أعلنت عمّان أنّه لا تاريخ محدّداً لزيارة ملكها عبد الله الثاني إلى عاصمة بلاد الرافدين، وهي التي كانت مقرّرة اليوم، بحسب حكومة المالكي.ونفى البيت الأبيض أن تكون المفاوضات مع بغداد بشأن الاتفاقية الأمنية الطويلة الأمد تتضمن تحديداً لجدول زمني لانسحاب قواتها من بلاد الرافدين، فيما شدّد مستشارو رئيس الوزراء نوري المالكي على موقفه الداعي إلى توقيع مذكرة تفاهم لجلاء الاحتلال.
وكشف مستشار المالكي، النائب حسن السنيد، أن «بروتوكولاً أمنياً» ينصّ على الانسحاب، قد يوقّع إلى جانب الاتفاقية الإطارية العامة التي ستخلو من البنود الأمنية.
وقال السنيد إنه «إذا كان مسار التفاوض صعباً مع أميركا، فإن الحكومة ستوقع اتفاقية ثنائية يطلق عليها بروتوكول الجلاء أو بروتوكول جدولة الانسحاب من العراق».
وأوضح أن هذا البروتوكول الأمني الذي سيحدد جدولة الانسحاب «سيكون مختصراً ويتضمن تحديد عدد القوات الأميركية وزمن جدولة انسحابها وتنسيق العمليات مع الحكومة، وسيرفق مع الاتفاقية الإطارية التي تتضمن اتفاقيات اقتصادية وتربوية وتجارية وسياحية وغيرها».
بدوره، جزم البيت الأبيض بأن واشنطن لا تتفاوض مع بغداد بشأن تحديد «موعد ثابت» لانسحاب عسكري، من دون أن يستبعد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية سكوت ستانزل إجراء محادثات عامة عن «أطر زمنية» في هذا الشأن.
وأوضح ستانزل أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق إطار على مستقبل العلاقات الأميركية العراقية والترتيبات التي ستنظم الوجود العسكري الأميركي في العراق.
وأضاف: «من المهم أن ندرك أن هذه المحادثات لا تتعلق بتحديد موعد ثابت للانسحاب»، متابعاً: «كما قال السفير (الأميركي لدى بغداد راين) كروكر نحن ندرس الشروط، لا جداول زمنية، والجانبان متفقان على هذه النقطة».
وفي ردّ غير مباشر على الموقف الأميركي، شدد مستشار الأمن القومي العراقي، موفّق الربيعي، على أن بغداد لن توقع اتفاقية مع واشنطن من دون الاتفاق على جداول زمنية للانسحاب.
وقال الربيعي، بعد لقائه المرجع آية الله علي السيستاني في النجف، إنّ حكومته «لن تقبل أي مذكرات تفاهم لا تنصّ على مواعيد محددة لانسحاب القوات الأجنبية». وتابع الربيعي: «اليوم لا نتحدث عن جدولة الوجود الأجنبي في العراق، بل نتحدث عن جلاء كل القوات الأجنبية».
واستدرك قائلاً إنّ «من الصعب جداً تحديد تواريخ ثابتة الآن لجلاء هذه القوات، لأنّ الحكومة العراقية تتحدث عن تواريخ خاصة بها، والجانب الأجنبي يتحدث عن تواريخ خاصة به، وحتى الآن لم يُتَوَصَّل إلى اتفاق بهذا الخصوص».
على صعيد آخر، نفى وزير الإعلام والاتصال الأردني، ناصر جودة، وجود موعد محدد لزيارة الملك الأردني الملك عبد الله الثاني إلى العراق. لكن جودة أضاف أن الترتيبات لا تزال جارية للزيارة. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد أعلن في وقت سابق أن زيارة الملك الأردني لبغداد «تأجلت حتى إشعار آخر»، فيما كان مكتبا جلال الطالباني والمالكي، مصرّين على أنّ عبد الله سيتوجه إلى بغداد اليوم. وفي السياق، أشارت صحيفة «حرييت» التركيّة إلى أنّ «من المتوقع أن يقوم رجب طيب أردوغان بزيارته المنتظرة منذ مدة طويلة للعراق يوم الخميس (غداً)».
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال في العراق مصرع أحد جنوده وإصابة أربعة آخرين غربي بغداد. كما قُتل 4 متعاقدين أجانب مع الشركات الأمنية الأميركية لم تُعلَن جنسياتهم.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)