واشنطن ـ محمد سعيد تبدأ وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» اعتباراً من حزيران العام المقبل، خفض مخزونها من القنابل العنقودية التي لا تلائم المواصفات الجديدة الخاصة بضرورة انفجارها فور استخدامها وعدم بقائها من دون أن تنفجر بعد إلقائها، لما يمثّله ذلك من خطورة على أرواح المدنيين.
وكشفت مذكّرة من وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، تقع في ثلاث صفحات، أنه تقرّر عدم استخدام أو الاحتفاظ بقنابل عنقودية لا تصل نسبة انفجارها فور إسقاطها إلى 99 في المئة. وأن يتم تحويل جميع ما لدى البنتاغون من قنابل عنقودية لا تنفجر في الميدان فوراً إلى دول أخرى، على أن يتمّ ذلك في إطار قوانين بيع السلاح الأميركي شريطة ألّا تستخدم هذه الدول هذه القنابل بعد عام 2018.
وقد جاء قرار البنتاغون بعد أكثر من شهر على إقرار 111 بلداً معاهدة تمّ التوصل إليها في دبلن في أيار الماضي، وتقضي بحظر استخدام هذه القنابل بمواصفاتها الحالية وتطالب بتدمير المخزون منها خلال ثماني سنوات.
ومن أبرز الدول التي قاطعت هذا المؤتمر إلى جانب الولايات المتحدة، روسيا والصين والهند وباكستان وإسرائيل. وهي دول منتجة رئيسية للقنابل العنقودية في العالم، ادّعت أن هذا السلاح يحمي الجنود في الميدان ويمثّل رادعاً للعدو.
ومن المقرر أن يوقّع المعاهدة زعماء الدول التي وافقت علىها في كانون الأول المقبل.
وكان الكونغرس الأميركي قد فرض حظراً على تصدير القنابل العنقودية لمدة عام ومن المرجّح أن يجري تجديد هذا الحظر حتى بعد قرار البنتاغون.
وقالت مذكرة غيتس إن فرض حظر عام على هذه القنابل أمر غير مقبول. وأكدت أن القيادات العسكرية الأميركية ستواصل استخدامها في حدود ما يسمح به القانون الأميركي والاتفاقيات الدولية حتى يمكن تقليص تأثيرها على المدنيين.
ويشير تقرير لهيئة خدمات أبحاث الكونغرس في شهر حزيران الماضي إلى أن الولايات المتحدة ألقت أكثر من 1200 عنقود من هذه القنابل تضم نحو ربع مليون قنبلة صغيرة في أفغانستان خلال الفترة بين عامي 2001 و2002، بينما ألقت القوات الأميركية والبريطانية حوالى 13 ألف عنقود من هذه الذخيرة، تضم 1.8 مليون قنبلة صغيرة، خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق.
ومن الدول التي ما زالت تعاني بقاء مئات القنابل العنقودية على أراضيها من دون أن تنفجر حتى الآن، إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، ولبنان، وفيتنام، وكوسوفو، وأفغانستان والعراق.