بدت اليابان مهتمّة بتقديم درس عملي للصحافيّين ولزعماء دول مجموعة الثماني الذين تستضيفهم في جزيرة هوكايدو، من ناحية استخدام نظيف للطاقة. فقد كان لافتاً لجوء السلطات المنظّمة للقمّة إلى وسائل البيئة النظيفة في تكييف الهواء بالثلج واستعمال سيارات كهربائية ومراحيض تقتصد المياه، بالإضافة إلى تخصيص قاعة لعرض مجموعة من التكنولوجيا اليابانية النظيفة.وخزّن المركز الإعلامي سبعة آلاف طنّ من الثلج (الذي يتساقط بكثافة في الشتاء في هوكايدو) تحت أقدام أكثر من خمسة آلاف صحافي غطوا الحدث العالمي.
وحُفظ الثلج في حفرة، يمكن رؤيتها تحت الأرضية. وتتخلّل الحفرة ثقوب عميقة تضمن انسياب الهواء البارد داخل المبنى. وعند تذويب الثلج، تضخّ المياه في مكيفات الهواء، بحسب منشورات وزعتها السلطات المحلية.
كما يُستخدَم الثلج لحفظ الإنتاج الزراعي المحلي كالفواكه والخضر والأرز في أهراءات مبردة، يصل عددها في اليابان إلى حوالى مئة، من بينها 50 في هوكايدو.
وبفضل الثلج، يُقلّص 40 في المئة من إجمالي ثاني أوكسيد الكربون، وهو المساهم الرئيسي في تغير المناخ، من خلال التهوئة الطبيعية ونشر النباتات على الجدران والأسطح ومد صفائح شمسية على الواجهة برمتها.
واستُعين في المركز الإعلامي بـ95 في المئة من المواد القابلة لإعادة الاستعمال (الفولاذ، الأرضية، السجاد)، أو لإعادة التدوير (المواد العازلة والأنابيب وبنى من الألمنيوم).
ومثّلت قمّة الثماني التي تُعقَد على ضفاف بحيرة تويا في قلب محمية طبيعية وطنية، وتجتذب الإعلام الدولي، فرصة لعرض نموذج تجريبي من مراحيض توفر المياه بنسبة 31 في المئة، مقارنة بالنماذج المستخدمة.
ويشغل المرحاض عبر لوحة مفاتيح إلكترونية على غرار ما يشغل الصواريخ، ليوفر ما يوازي 15 قنينة من المياه يومياً لدى عائلة من أربعة أشخاص.
ولأنّ قمة مجموعة الثماني على ضفاف بحيرة تويا، سعت السلطات اليابانية إلى عرض التقنيات النظيفة، واستُعين بحافلات تسير على الغاز الطبيعي أو بطاريات المحروقات لنقل المشاركين من موقع إلى آخر. كما وضع صانعو السيارات اليابانيون في خدمة البعثات أحدث نماذج السيارات الكهربائية، وهي صغيرة من أربعة مقاعد يمكن إعادة ملء بطارياتها في مرأب أو أثناء السير.
(أ ف ب)