بول الأشقركما كان متوقّعاً، قفزت شعبية الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي، إلى مستويات خياليّة لا مثيل لها في المجتمعات الديموقراطية، مع بدء صدور نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في كولومبيا بعد العملية العسكرية الاستخبارية التي أدت إلى الإفراج عن الرهائن لدى «الفارك»، وبينهم إنغريد بيتانكور. وحوّلت هذه العمليّة أوريبي إلى ظاهرة فريدة، تغذّيها سياساته في محاربة منظمة «الفارك» ونجاحاته المتتالية فيها.
قبل العملية، وبحسب شبكة «أر.شي.إن»، كانت نسبة الكولومبيين المؤيدين لأداء أوريبي تناهز 84 في المئة، بيد أنها قفزت الآن إلى 91 في المئة، فيما يدّل استطلاع آخر أجرته مجلة «سيمانا» على أن الرئيس أوريبي صار قادراً تقريباً على اعتماد أية خطوة تناسبه. وعندما يُسأل الكولومبيون إذا كانوا مع ولاية ثالثة للرئيس أوريبي، يجيب 77 في المئة منهم بالإيجاب، فيما يرى 23 في المئة «أن أوريبي أدى مهمّته وعليه الآن ترك الساحة للآخرين».
أكثر من ذلك، يقول 72 في المئة من الكولومبيين إنهم سيقترعون لأوريبي في الدورة الأولى، وتبرز بعيدة وراءه في المرتبة الثانية الرهينة السابقة لدى «الفارك» إنغريد بيتانكور بـ9 في المئة من الأصوات.
إلا أن السماح لأوريبي بإعادة الترشح يحتاج إلى أكثر من الاستفتاء الشعبي، إذ إنه يتطلب المرور بمسار طويل في لجان الكونغرس والحصول على أكثريات موصوفة، وهنا تكمن صعوبته الحقيقية، وخصوصاً بعدما شكّك مجلس القضاء الأعلى بظروف التعديل الدستوري الذي حصل لإعادة الانتخاب الأولى، والتي تميزت برشوة عدد من النواب. حتى في هذا المجال، يحصل أوريبي على تأييد 69 في المئة من الكولومبيين، فيما يقف فقط 23 في المئة منهم إلى جانب مجلس القضاء الأعلى.
وفي أول تمايز لها عن الرئيس أوريبي، طالبته بيتانكور أمس، في مقابلة مع مجلة «لوبيليران» الكاثوليكية الفرنسية «بتعديل خطابه الراديكالي والحاقد والجارح لدى الحديث عن مقاتلي الفارك». وتابعت قائلة إن «الفارق بيني وبين أوريبي هو أنه يعتقد أن إدراك السلام يكون من خلال القضاء على الفارك. أما أنا، فأعتقد أننا سنصل إلى هذا الهدف من خلال إجراء الإصلاحات الاجتماعية».
من جهة أخرى، تحدد موعد لقاء أوريبي والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نهار الجمعة المقبل في كاراكاس، وهي أول قمة ثنائية تجمعهما منذ الغارة الكولومبية على الإكوادور في بداية شهر آذار الماضي.
وفي مقال نشر على موقع «كوبا ديباتي» بعنوان «سلم الإمبراطورية الرومانية»، ذكّر الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بالخلافات التاريخية بين الثورة الكوبية ومنظمة «الفارك» بشأن الاستراتيجيات العسكرية، وخصوصاً على تكتيك اختطاف رهائن. وطالب «الفارك» بالإفراج عن رهائنهم من دون مقابل.