strong>ارتفعت أصوات طبول الحرب التي تُقرع على أبواب إيران، بالتزامن مع إجراء الجيوش على ضفتي الخليج مناورات عسكريّة تؤكد الجهوزية لخوض أي حرب محتملة، رغم إدراك كل الأطراف خطورة الدفع نحو التفجير
واصلت طهران، أمس، مناوراتها العسكريّة التي بدأت الاثنين تحت اسم «الرسول الأعظم 3»، والتي تأتي غداة مناورات مماثلة قامت بها جيوش الاحتلال الأميركي والبريطاني وقبلها الإسرائيلي، في ظل احتدام النزاع على البرنامج النووي للجمهورية الإسلاميّة. وأجرى الحرس الثوري الإيراني، أمس، تجربة على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، أحدها قادر على بلوغ إسرائيل، فيما ذكرت قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية، أن «قوة النخبة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أطلقت تسعة صواريخ في إطار مناورات، ولاسيما صاروخ «شهاب 3» المجهّز بشحنة تقليدية، ويبلغ وزنه طناً ويصل مداه إلى ألفي كيلومتر»، أي ضعفي المسافة بين حدود غرب إيران وإسرائيل. وقالت وكالة أنباء «فارس»، إن صاروخ «شهاب 3» يحمل «رأساً انشطارياً» يسمح بتنفيذ «نوع من القصف على القواعد العسكريّة وأماكن تجمُّع الجنود والسفن العدوة».
وأوضح قائد القوات الجويّة لحرس الثورة الإسلامية، العميد حسين سلامي، أن الصواريخ التي استخدمت في مناورات «الرسول الأعظم» في الخليج والتي شملت اختبار منظومة صواريخ من طراز «شهاب 3» و«شهاب 2» و«فاتح» و«زلزال»، تأتي في «إطار عرض إيران قدراتها الدفاعية أمام التهديدات التي يطلقها الأعداء خلال الأسابيع الأخيرة. وقال سلامي إن «صواريخنا جاهزة للإطلاق في أي زمان أو مكان بسرعة وبدقّة»، موضحاً أن «العدو يجب ألاّ يكرّر أخطاءه. وأهداف العدو تحت مراقبتنا».
في المقابل، أنهت سفن حربية بريطانية وأميركية، أول من أمس، مناورات استمرت خمسة أيام في الخليج شملت أمن المنشآت النفطية، حسبما أعلن الأسطول الأميركي الخامس ومقره في البحرين. وتأتي هذه المناورات بعد نحو شهر على مناورات عسكرية مماثلة أجرتها إسرائيل فوق البحر المتوسط، قيل إنّها تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
وفي ردود الفعل على المناورات الإيرانية، طالبت الولايات المتحدة بوقف برنامج طهران الباليستي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردن جوندرو، إن «إنتاج إيران الصواريخ البالستية هو انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي، ولا يتماشى بتاتاً مع التزامات إيران» حيال المجتمع الدولي. وأضاف: «ينبغي أن يوقف الإيرانيون فوراً تطوير الصواريخ البالستية التي يمكن استخدامها ناقلاً عسكرياً لسلاح نووي محتمل». وتابع: «عليهم أن يمتنعوا عن إطلاق المزيد من التجارب الصاروخية إذا ما أرادو أن يكسبوا ثقة العالم».
ومن بلغاريا، رأت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أن المناورات دليل على خطورة الصواريخ الإيرانية. وتوجّهت إلى موسكو المعترضة على اتفاقية الدرع الصاروخيّة بالقول: «إلى أولئك الذين يقولون إنّه لا تهديد صاروخياً إيرانياً يدعونا إلى بناء نظام صاروخي لمواجهته، ربما عليهم أن يتحدّثوا مع الإيرانيين في هذه الادّعاءات».
أمّا إسرائيل فأشارت إلى أنّها لا تحبّذ التصادم مع إيران. وقال المتحدث باسم الحكومة، مارك ريغيف، إنّه «يبدو واضحاً أن البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الإيرانية من المسائل التي تسبب قلقاً شديداً».
وفي السياق نفسه، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إريك شوفالييه، في لقاء صحافي، إن بلاده «تلقّت بقلق إعلان إيران إجراء تجارب لإطلاق صواريخ، بما فيها صاروخ بالستي متوسط المدى من طراز شهاب 3». وأضاف أن «هذه التجارب لن تؤدي إلّا إلى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطوّر فيه إيران برنامجاً نووياً».
كذلك وصفت لندن المناورات بأنّها تعزّز القلق إزاء نيات إيران، وتساءلت: «لماذا تحتاج إيران إلى مثل تلك الصواريخ ذات المدى البعيد؟»، فيما عبّرت برلين عن أسفها لأن إيران تردّ على بادرات «حسن النية من الغرب عبر إجراء تجارب صواريخ»، ودعتها إلى العدول عن قرع طبول الحرب.
ومع توارد أنباء المناورات الحربية الإيرانية، قفز سعر النفط إلى 137.84 دولاراً، مسجلاً ارتفاعاً بلغ 1.80 دولار للبرميل الواحد.
من جهة أخرى، يزور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا في 19 تموز الجاري طهران لإجراء محادثات في الملف النووي الإيراني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية شبة الرسمية «فارس».
وأوضحت الوكالة أن سولانا سيلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي، وسيبحث معه في الرد الإيراني على عرض الحوافز الذي قدمه إلى الإيرانيين نيابة عن مجموعة الدول الست الكبرى المعنية بهذا الملف، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي كيسلياك، أن إيران «مستعدّة» للتفاوض مع الدول الست الكبرى في محاولة لإيجاد حل للمسألة النووية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن كيسلياك قوله إن «الإشارة التي تلقيناها من إيران، إذا تحدثنا عن جوهرها، هي أنها مستعدة للتفاوض».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)