Strong>تشهد العلاقات العراقية مع الدول العربية ودول الجوار فورة في التحسّن في الآونة الأخيرة، جديدها أمس إعلان الكويت للمرة الأولى منذ حرب الخليج الثانية، عزمها على تعيين سفير لها لدى بغداد، وذلك بالإضافة إلى زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، التي مثّلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين بالقضايا الأمنية والاقتصاديةشهدت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد أمس قرارين بارزين في ما يتعلّق بالعلاقات مع العراق، أولهما حصول أنقرة على ضوء أخضر لمحاربة «حزب العمّال الكردستاني» المتمركز في شمال البلاد، والثاني إعلان تأسيس «مجلس أعلى للتعاون»، هو نقلة جديدة في توثيق العلاقات بينهما.
وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي نوري المالكي: «تلقينا دعماً من حكومة المالكي وحكومة إقليم كردستان لملاحقة عناصر حزب العمال في مناطق شمال العراق». وأضاف أن «حزب العمال يمثّل تهديداً للمنطقة كلها، لا للعراق وتركيا فقط».
وشدد أردوغان على أنه «لا نسمح لهذه المنظمة بأن تسمم العلاقات بين البلدين، وهناك تفهّم مشترك في هذا المجال بالذات، وإرادة مشتركة لإزالة هذه المنظمة». وأعلن أردوغان أيضاً تأليف «مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي» بين البلدين لتنظيم التعاون في جميع المجالات الاقتصادية ومكافحة الإرهاب والمياه. وأشار إلى أن «المجلس الأعلى سيجري اجتماعين في كل عام».
وكان المالكي قد وصف زيارة نظيره التركي إلى بغداد بأنها «تاريخية، وهي الأولى من نوعها (لمسؤول تركي) منذ 18 عاماً»، مشيراً إلى أنها «ستفتح آفاقاً واسعة للتعاون بين البلدين». وأضاف أن «نجاحنا في تحدي الإرهاب جعلنا أكثر استعداداً للانتقال إلى مرحلة الإعمار والبناء».
وأشار المالكي، إلى أنه اتفق مع نظيره التركي على أن يجتمع رئيسي الوزراء في البلدين مرة على الأقل كل عام، مرحباً بتعهّد أردوغان زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 25 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. وشدّد على أن «علاقاتنا ستستمر من خلال اللجنة العليا التي ألفناها»، التي تهدف إلى توثيق العلاقات، وخاصة في مجالات الأمن والسياسة والطاقة.
وكشف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن أن الجانبين العراقي والتركي سيوقعان اتفاقاً استراتيجياً يتناول قضايا التعاون في المجالات السياسية والثقافية والدبلوماسية والطاقة والاقتصاد والأمن، فضلاً عن موضوع وجود حزب العمال الكردستاني التركي المحظور على الأراضي العراقية الحدودية مع تركيا.
على صعيد آخر، أعلنت الكويت أنها ستسمي قريباً سفيراً لها في العراق. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية «كونا» عن وكيل وزارة الخارجية، خالد الجار الله قوله إن الكويت «ستعلن قريباً اسم سفيرها في العراق بعدما شهد تطوراً أمنياً إيجابياً». وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي تماشياً مع «تسمية إخواننا في مملكة البحرين والإمارات لسفيريهما في العراق»، في إشارة إلى الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه الكويت، ويضم أيضاً السعودية وعمان وقطر.
ورجح الجار الله أن تكون المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد مقراً للسفارة الكويتية.
وكانت صحف البحرين قد ذكرت أول من أمس أن السفير البحريني في العراق سيتسلم مهامه قريباً، بعد وقت قصير من إعلان الإمارات والأردن تعيين سفير لهما لدى بغداد.
سياسياً، أعلن المرجع آية الله علي السيستاني تأييده لتوجه الحكومة العراقية بشأن جلاء قوات الاحتلال من العراق.
وقال مصدر في مكتب السيستاني، رداً على سؤال من الصحافيين عن رأي المرجعية في النجف بالتوجهات المذكورة للحكومة، إن «السيستاني يؤيد مشروع الحكومة العراقية لجلاء قوات الاحتلال من العراق».
كذلك أكد القيادي في «المجلس الأعلى الإسلامي» في النجف، صدر الدين القبانجي أن «الحكومة العراقية لا تستطيع إعطاء تمديد آخر لبقاء القوات المتعددة الجنسيات في العراق». وأضاف أن «العراقيين أصبحوا اليوم يقتربون من تحقيق الشروط الموضوعية لانسحاب الاحتلال، وعلى الجانب الأميركي المفاوض الاستجابة للمطالب العراقية».
ميدانياً، أعلن تنظيم «سرايا جند الرحمن»، وهو مجموعة مقاومة منضوية في «جبهة الجهاد والتغيير»، مسؤوليته عن إسقاط طائرة أميركية من دون طيّار، أول من أمس.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)