جدّد رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، دفاعه عن طموحات طهران النووية، مشدداً على أنّها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، ومؤكداً على حقها في امتلاك الطاقة النووية المدنية. التي ستكون محور اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية في فيينا اليوم.وردّ بوتين على سؤال لصحيفة «لوموند» الفرنسية، عما إذا كانت إيران تسعى لامتلاك قنبلة نووية بقوله «لا أعتقد ذلك»، مضيفاً «الشعب الإيراني شعب فخور ومستقل وهو يريد التمتع باستقلاله واستعمال حقّه الشرعي في الاستخدام المدني للطاقة النووية، ويحق له تخصيب اليورانيوم».
إلاّ أن بوتين وجّه لوماً إلى إيران لأنّها لم تكشف كل برامجها النووية لوكالة الطاقة. وأفصح أنّ موسكو نصحت «الشركاء الإيرانيين» بأنّ عليهم «التنبّه إلى ضرورة عدم إزعاج جيرانهم أو إزعاج المجتمع الدولي وإثبات أنّه ليس لدى الحكومة الإيرانية نيّات خفية».
في المقابل، أشار وزير الدفاع الفرنسي، هيرفي مورين، إلى وجود أدلّة تؤكّد أنّ إيران لا تزال تسعى وراء برنامج نووي عسكري، ودعا طهران إلى إثبات العكس من خلال فتح برنامجها أمام المجتمع الدولي واعتماد الشفافية، ولكنّه شدّد على حق الدول في تطوير برنامج نووي مدني لأنّه «مدخل للتنمية ولحلّ أزمة الاحتباس الحراري».
وفي طهران، جدّد المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام رفض بلاده تعليق تخصيب اليورانيوم، وكشف أنّ إيران ستسلّم رزمة المقترحات الجديدة لمجموعة 5+1 حين يصل لزيارتها منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، وأوضح أنّ «موعد الزيارة لم يتحدّد بعد».
أما المتحدّث باسم الخارجية محمد علي حسيني، فاتّهم الوكالة خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، بالرضوخ للضغوط الدولية في تقريرها الأخير. وقال «لو لم يكن هناك ضغوط من دولة أو اثنتين، لكانت الوكالة قد أصدرت تقريراً أفضل لم يكن ليعطي الفرصة لبعض الدول التي تسعى لإيجاد ذرائع للضغط علينا». لكنّه أكّد في الآن نفسه «أنّ التقرير لم يتضمّن أي نقطة سلبية بخصوص البرنامج النووي الإيراني».
ومن المقرّر أن يجتمع مجلس حكّام وكالة الطاقة، الهيئة التنفيذية، بأعضائه الـ35 اليوم في فيينا للبحث في المعلومات المتعلّقة بالدراسات «المزعومة» عن محاولات مفترضة من إيران لعسكرة برنامجها النووي. ويستمرّ الاجتماع حتى السادس من الشهر الجاري.
من جهة ثانية، انتقد السفير الإسرائيلي لدى إيطاليا، جدعون مائير، دعوة منظمة «الفاو» للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أجل حضور قمة عالمية للغذاء مرتقبة غداً في روما، ووصف الأمر بأنّه «مخزٍ لكل ديموقراطية في العالم». وقال «تخيّلوا أنّ مسرحاً للأمم المتحدة يستضيف دولة تدعو إلى تدمير دولة عضو أخرى (في الأمم المتحدة)، وتنفي حدوث الهولوكوست».
إلى ذلك، استبعد النائب الأول لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» دونالد كير، أنّ يتمكّن الرئيس الأميركي جورج بوش من منع إيران من امتلاك أسلحة نووية قبل انتهاء ولايته، ورأى أنّه «من غير المرجّح أن تخصّب إيران كمية كافية من اليورانيوم لتصنيع الأسلحة بحلول عام 2009»، إلّا أنّه لفت إلى احتمال «أن تكون طهران قادرة على ذلك ما بين 2010 و2015».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)