طالب بإدراج حزب اللّه على «قائمة الإرهاب» الأوروبيّة
واشنطن ــ محمد سعيد
استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أول من أمس، منبر منظمة اللوبي اليهودي ـــ الإسرائيلي (إيباك)، لتلميع صورته، فشنّ هجوماً وصف بأنه الأعنف ضد إيران، وهدّد بشن عدوان على غزّة، كما رأى أن سوريا تمثّل تهديداً للاستقرار الإقليمي. وقال أولمرت، في خطاب ألقاه الليلة الماضية أمام المؤتمر السنوي لـ«إيباك»، إن إسرائيل «لن تتوانى عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة إذا استقر يقيناً لديها بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتهدئة حدودها الجنوبية». وأضاف «أن عدم قيام إسرائيل بمثل هذه العملية حتى الآن لا يعني أنها لا تعد لها». وتعهد ببذل كل جهد من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الثلاثة في لبنان وقطاع غزة.
وفي ما يتعلق بمفاوضات السلام، قال أولمرت إن «إسرائيل والفلسطينيين يقفون عند مفترق طرق، ولا ينبغي تفويت الفرصة الحالية». وأوضح أن «المفاوضات الجارية تغطي كل القضايا العالقة، وعندما يتم، إذا تم، التوصل إلى اتفاق، فإنه سيعكس الرؤية التي طرحها الرئيس الأميركي جورج بوش وسيكون تطبيقه مرهوناً بخطة خريطة الطريق». وتابع «إن الوقت الذي سيتخذ فيه الطرفان قرارات صعبة قد اقترب، وأعتقد أن حكومة إسرائيل وشعبها مستعدان لها». وأعرب عن أمله في أن تستجيب القيادة الفلسطينية للتحدي حينما تحين هذه اللحظة.
وحثّ أولمرت المجتمع الدولي «على أن يوضح لإيران من خلال إجراءات عنيفة أن تداعيات استمرارها في السعي لإنتاج سلاح نووي ستكون مدمرة». كما طالب الحكومة والكونغرس الأميركيين بالضغط على أوروبا لإدراج حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال «هذه الجماعة مدرجة على كل قوائم الدنيا الإرهابية ما عدا الاتحاد الأوروبي».
ودعا أولمرت العالم إلى تشديد العقوبات على إيران وفرض حظر على صادرات البنزين إليها. وقال إن «إيران تمثّل أكبر خطر على الأمن العالمي». ووصفها بأنها «أكبر مصدّر للإرهاب، وديكتاتورية أصولية يدفعها الاحتقار الكامل للقيم التي يجسدها العالم الحر والطموح الجامح إلى تحقيق التفوّق العسكري والهيمنة الإقليمية». وأضاف «ينبغي تشديد هذه العقوبات وتطبيقها بقوة»، مشيراً إلى أن طهران تفسّر التغاضي عن انتهاكاتها أنه علامة على الضعف، ما يشجعها على المضيّ بمزيد من القوة.
وطالب أولمرت بحرمان رجال الأعمال الإيرانيين من الاستثمار في الخارج، وبمنع الحكومات من تحويل أي أموال لإيران عبر مصارفها. وأكد أن «إسرائيل لن تتحمل إمكان تحوّل طهران إلى قوة نووية، كما لن تتحملها أي دولة في العالم الحر».
ولم يستثن أولمرت سوريا من هجومه، مشيراً إلى أن دمشق بوضعها الحالي «تمثّل تهديداً للاستقرار الإقليمي، وإذا كانت تريد علاقات سلام مع إسرائيل فعليها أن تفكّ ارتباطها مع محور الشر». ولفت إلى أن أي اتفاق مستقبلي يُبرم مع سوريا سيتضمّن كل الضمانات الأمنية الضرورية، متعهداً بعدم السماح بأي شيء يمكن أن يهدّد أمن إسرائيل أو يقوّض مصالحها الحيوية. وقال إن «المفاوضات مع دمشق لا تزال في مراحلها الأولى».
ودعا أولمرت «الدول العربية المعتدلة والمسؤولة»، مثل السعودية ودول الخليج، إلى «بدء عملية تطبيع ومصالحة مع إسرائيل، ما سيؤدي إلى عزل إيران والمتطرفين وإحباط مساعيهم للهيمنة على المنطقة».