اكتمل تفكّك «الائتلاف العراقي الموحّد» الحاكم أمس، بانتظار إعلان ذلك رسميّاً في انتخابات المحافظات المقررة في تشرين الأول المقبل، بعدما أكّد «حزب الدعوة ــ جناح نوري المالكي»، عزمه على خوضها مستقلاً.وسجّل المالكي حزبه لدى المفوّضية العليا للانتخابات كياناً سياسياً منفصلاً، بعدما سبقه إلى ذلك كلّ من رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، والمجلس الإسلامي الأعلى برئاسة عبد العزيز الحكيم. وأوضح عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، كريم التميمي، أن أكثر من 503 تكتلات سياسية سجّلت لدى المفوضية للمشاركة في الانتخابات. وأضاف أن «بعض أحزاب الكتل الكبيرة دخلت بصورة منفردة، بعدما انفصلت عن الكيانات التي كانت منضوية تحت لوائها في السابق».
وفي سياق الحراك السياسي الذي تشهده بغداد تحضيراً للانتخابات، كشفت مصادر سياسية عن أن رئيس حزب «المؤتمر الوطني العراقي» أحمد الجلبي، المعروف بأنه من أبرز من حرّض الأميركيين على غزو بلاده عام 2003، سيعلن غداً تشكيل كتلة سياسية جديدة «ستضم مجموعة من الكفاءات والتكنوقراط، وتحمل اسم الاستقلال». ومن المتوقع أن تشارك الكتلة السياسية الجديدة في انتخابات المحافظات.
في هذا الوقت، دعا المالكي تركيا إلى الانخراط في عملية إعادة إعمار بلاد الرافدين وتقديم الدعم اللوجستي للقوات المسلحة العراقية ودعمها في مجالي التدريب والتجهيز الحربيين.
وشدد المالكي، أثناء استقباله مبعوث الحكومة التركية الخاص إلى بغداد مراد أوزجليك، على «أهمية تطوير العلاقات بين العراق وتركيا في جميع المجالات».
وأفاد بيان حكومي أن أوزجليك «نقل إعجاب» رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بـ«التقدم الحاصل في العملية السياسية، واستعداده لزيارة العراق في القريب العاجل».
وحول الاتفاقيّة الأميركيّة ــ العراقيّة المقرَّر توقيعها بين الجانبين قريباً، شدّد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس على أن بلاده لن تطلب من الأمم المتحدة تجديد تفويض الاحتلال في العراق الذي ينتهي هذا العام. كما أكّد كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية للشؤون العراقية، ديفيد ساترفيلد، «أننا واثقون بأنه يمكن توقيع المعاهدة الاستراتيجيّة بحلول نهاية تموز».
ونفى ساترفيلد ما تردّد عن استغلال الإدارة الأميركية وجود أموال عراقية تعود للنظام السابق في البنك الفيدرالي الأميركي للضغط على بغداد في المفاوضات. كما كشف الدبلوماسي الأميركي، عن أن المفاوضات يقودها من الجانب الأميركي السفير ريان كروكر، ومن الجانب الآخر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ومعه وفد يضم أعضاء من الحكومة يمثلون «فصائل متعددة» من العراقيين لا فريقاً سياسياً واحداً.
وردّاً على سؤال يتعلق بإمكان عرض مجريات المفاوضات على الرأي العام العراقي، قال ساترفيلد إنّ «شفافية المفاوضات ستظهر عندما تعرض مسودة الاتفاقية على مجلس النواب العراقي، وليس قبل ذلك».
إلى ذلك، قالت الشرطة العراقية إنّ شيخ عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها الرئيس الراحل صدام حسين، علي الندا، لقي مصرعه في انفجار عبوة ناسفة داخل سيارته في تكريت.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)