في القمّة الأميركية الأوروبية الوداعية التي يشارك فيها للمرّة الأخيرة بصفة رئيس دولة، حذّر الرئيس الأميركي جورج بوش من أنّ امتلاك إيران للسلاح الذرّي سيكون أمراً «خطراً للغاية على السلام العالمي»، في وقت هدد فيه الاتحاد الأوروبي طهران بتوسيع العقوبات ضدّها، إذا لم تستجب للمطالب الغربية.وقال الرئيس الأميركي: «سيكون امتلاك إيران للسلاح النووي خطراً للغاية على السلام العالمي»، مشيراً إلى أنّ «لذلك علينا أن نستمر بالعمل معاً ليكون ذلك واضحاً وواضحاً جداً بالنسبة إليهم (الإيرانيين): إما أن يواجهوا العزل أو تكون لهم علاقات أفضل معنا جميعاً إذا علّقوا برنامج التخصيب بشكل يمكن التحقق منه».
وفي بيان مشترك صدر بعد القمة، هدد المشاركون باستكمال العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة بإجراءات إضافية، واتفقوا على «مواصلة العمل معاً، لاتخاذ خطوات تضمن أنّ المصارف الإيرانية لن يمكنها إساءة استغلال النظام المصرفي الدولي لدعم انتشار الأسلحة والإرهاب».
من جهتها، قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر إنه يبحث اتخاذ إجراءات ضدّ إيران تتضمن تجميد أصول المصارف. وتابعت: «نريد أن نظهر للإيرانيين أننا نعني ما نقول بالفعل».
وكانت قد ذكرت صحيفة «الغارديان» أنّ دول الاتحاد الأوروبي اتفقت على تكثيف العقوبات المالية على إيران خارج نطاق العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في بروكسل ورفعت خلاله إيطاليا تحفّظها على إضافة مصرف «ميللي» الإيراني إلى لائحة المقاطعة الأوروبية.
وقالت «الغارديان»، إنّ «بوش وقادة الدول الأوروبية عبّروا عن تأييدهم المشترك للقرارات أكّدوا استعدادهم لإضافة عقوبات جديدة إلى تلك القرارات تستهدف مصرف ميللي، وذلك في حال رفض الحكومة الإيرانية الردّ على رزمة الحوافز التي ستُعرض عليها في غضون الأيام القليلة المقبلة».
وأشارت الصحيفة إلى أنّ مسؤولاً أوروبياً أكّد أن «الإجراء الأوروبي لا علاقة له بالرئيس بوش، وهو قرار أوروبي صرف».
ويُتوقع أن يزور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، طهران الأحد المقبل، يرافقه المديرون السياسيون لكل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا، لتسليم رزمة الحوافز كـ«عرض تعاون معدّل» من الدول الست الكبرى (5+1) بعد عرض أوّل قُدّم لإيران في حزيران 2006.
وفي ردٍّ فوري لإيران على المواقف الأوروبية الجديدة، ذكرت صحيفة إصلاحية يومية إيرانية أنّ طهران تقوم بسحب أصولها من مصارف أوروبية في مواجهة تشديد العقوبات الدولية. من جهة ثانية، جدّدت طهران تحذيرها لإسرائيل بردٍّ مؤلم للغاية إذا ما شنّت هجوماً عليها. ونقلت صحيفة «إيران اليومية» عن وزير الدفاع مصطفى محمد نجار قوله: «قواتنا المسلّحة على أهبة الاستعداد، وإذا أراد أحد القيام بمثل هذا العمل الأحمق فسيكون الردّ مؤلماً للغاية». وجاء هذا الموقف رداً على ما ذكره وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الأسبوع الماضي، الذي قال إنه لا مفر من هجوم إسرائيلي على إيران.
وفي السياق نفسه، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، أمس، تصريح موفاز.
وقال أولمرت: «أنصح الوزراء بعدم إطلاق تصريحات في المواضيع الأمنية الحساسة».
(أ ف ب، الأخبار، يو بي آي، رويترز)