يبدو أن دمشق تسعى إلى رفع سقف مطالبها في محادثات السلام المرتقبة مع الدولة العبرية، ولا سيما بعد الأنباء التي راجت عن قرب عودة الوفدين السوري والإسرائيلي إلى اسطنبول لاستئناف المفاوضات غير المباشرة. رفع السقف جاء عبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي مثّل بلاده في مؤتمر أنابوليس للسلام في تشرين الثاني الماضي. المقداد ربط بين السلام السوري والدولة الفلسطينية وتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية، مستبعداً انتقال المفاوضات غير المباشرة إلى مباشرة في وقت قريب، في نفي غير مباشر للأنباء الإسرائيلية عن نيّة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جمع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في قمّة الاتحاد من أجل المتوسط في باريس الشهر المقبل.وقال المتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، «أظن أن المفاوضات ستستأنف قريباً». وأشار مسؤول حكومي رفيع المستوى، طالباً عدم الكشف عن هويته، إلى أن مستشارين مقربين من رئيس الوزراء هما شالوم تورغمان ويورام طوربوفيتش سيتوجهان إلى تركيا الأسبوع المقبل لمواصلة هذه المحادثات.
في هذا الوقت، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الرئيس الفرنسي يسعى إلى عقد مؤتمر في باريس الشهر المقبل، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس السوري. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن أولمرت وافق على حضور المؤتمر الفرنسي الذي سيشارك فيه زعماء عرب، فيما لم يرد الأسد على الدعوة حتى الآن.
وتوقعت مصادر سياسية إسرائيلية أن احتمالات استجابة الأسد لدعوة الرئيس الفرنسي عالية، على أثر استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
بدوره، استبعد المقداد استئناف المفاوضات المباشرة بين بلاده وإسرائيل. وقال «أعتقد أن المباحثات المباشرة مبكرة جداً. هناك شروط. نحن لا نسعى لعقد لقاء من أجل اللقاء». وأضاف «نحن واضحون ونعرف ما نريد، وكلنا أمل أن يكون الطرف الآخر جدياً، وهو يعرف جيداً متطلبات السلام وتحقيقه».
وتابع المقداد «أملنا أن تستجيب إسرائيل إلى متطلبات السلام، وهي إعادة الأراضي العربية المحتلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وإعادة الجولان السوري والانسحاب مما تبقى من أراضي لبنان». ورفض مقداد أن يؤكد ما إذا كانت المحادثات ستستأنف في الأسبوع المقبل. وقال إن المحادثات في تركيا «في بدايتها»، وإن سوريا تأمل أن تكون إسرائيل جادة في التوصل إلى اتفاق يمكن أن يساعد على إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط. وأضاف «هدفنا التوصل إلى انسحاب إسرائيل من أراضي الجمهورية العربية السورية حتى خط الرابع من حزيران، وهو الأساس في انطلاق هذه المفاوضات».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال الشهر الماضي إن إسرائيل لم تقدم أي التزام لسوريا بالانسحاب من الجولان في المحادثات غير المباشرة التي بدأت في عام 2007. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الدولة العبرية تفضل الانتقال إلى المحادثات المباشرة، لكنها لا تعرف متى يحدث ذلك.
وكان أكثر من مسؤول إسرائيلي، في مقدمتهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، طالب دمشق بفك تحالفها مع إيران للمضي في مفاوضات السلام، وهو ما رفضه الرئيس السوري أخيراً. وقال إن سوريا تعتزم الاحتفاظ «بعلاقات طبيعية» مع إيران أثناء دخولها في المحادثات غير المباشرة.
(الأخبار)