أعلن الرئيس الأميركي، جورج بوش، أمس أنّ من «الممكن» التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط في 2008، وذلك في خطاب ألقاه في باريس في إطار جولته الوداعية على دول أوروبية. وقال الرئيس الأميركي، في خطابه الذي ألقاه في مقر منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، «أعتقد فعلاً أنه مع حسّ القيادة والشجاعة يمكن التوصل إلى اتفاق سلام هذه السنة». وأضاف «إن على أوروبا أن تقوم بزيادة المساعدة لأفغانستان والعراق ، حيث تتصاعد وتيرة العنف». ويواصل بوش اليوم في العاصمة الفرنسية محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين، حيث سيلتقي مجدداً «صديقه» نيكولا ساركوزي قبل أن يتوجّه إلى لندن في زيارة تستمر حتى الاثنين، يجتمع خلالها مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.وكان الرئيس الأميركي، الذي وصل إلى باريس أمس آتياً من إيطاليا حيث اجتمع مع البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان، قد واصل حملته لحشد التأييد الأوروبي لفرض مزيد من العقوبات على إيران.
وتوجَّه موكب بوش إلى حدائق الفاتيكان حيث رحَّب به البابا قبل أن يدخل الاثنان برجاً قديماً يعود للعصور الوسطى تمّ تجديده، لإجراء محادثات رسمية خاصة. وهذه خطوة غير مسبوقة في الفاتيكان لجهة عقد اجتماع مع رئيس دولة، خارج المكتب الخاص للبابا، ما دفع الرئيس الأميركي للقول «هذا شرف لي». وجاء في بيان للفاتيكان أن الجانبين ناقشا مسألة «الدفاع عن القيم الأخلاقية الأساسية» والشرق الأوسط والالتزام بالسلام في الأراضي المقدَّسة والعولمة وأزمة الغذاء العالمية.
وذكرت متحدثة باسم البيت الأبيض أن بوش والبابا «أقاما علاقة طيبة» مكنتهما من التحدث في قضايا مختلفة بينها الإيدز وأفريقيا ومكافحة الفقر.
وفي السياق، عبّر المدير السابق لمجلة «بانوراما» اليمينية، كارلو روسيلا، عن اقتناعه بأن بوش «يفكر في اعتناق الكاثوليكية». وقال إن مصدر معلوماته «موثوق به»، مؤكداً أن بوش تكلّم في الموضوع مع رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير الذي اعتنق الكاثوليكية أخيراً.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» أمس أن مئات الآلاف من المسافرين البريطانيين عن طريق مطار هيثرو القريب من لندن سيواجهون التأخير بسبب وصول الرئيس الأميركي في نهاية عطلة الأسبوع الحالي في زيارة قصيرة إلى بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن العرقلة في حركة المطار بدأت منذ يوم أمس، بسبب الاستعدادات التي يتّخذها موظفو هيثرو لوصول بوش وحاشيته على متن الطائرات المرافقة الأحد المقبل.
وأضافت إن وصول موكب من السيارات المصفحة لنقل بوش وحاشيته عن طريق الجو إلى مطار هيثرو الخميس، سبّب تأخيراً لمئات المسافرين وصل إلى 60 دقيقة.
من جهة ثانيّة، أبقى الرئيس الأميركي احتمال مشاركته في القمّة التي ستعقد بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط في جدة في 22 حزيران، قائماً، بالرغم من إعلان البيت الأبيض قبل ذلك أنه لن يشارك في اللقاء.
وقال بوش، رداً على سؤال إثر محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني عما إذا كان سيشارك في الاجتماع، «سأعود وأدرس نيّات وأهداف هذا الاجتماع».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، أ ب)