أثارت تصريحات للمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسيّة الأميركية، جون ماكاين، غضباً أردنيّاً، بعدما أشار إلى أن الأردن هو «الوطن الطبيعي» للفلسطينيين، ليتبنى بذلك مواقف غلاة المتطرفين الصهاينة، وفي مقدمتهم رحبعام زئيفي، الذين كانوا ينادون بنظرية «الترانسفير»، أي إقامة الدولة الفلسطينية في المملكة الأردنية.وكان ماكاين يشير في تصريحه إلى ملايين الفلسطينيين القاطنين في الأردن عندما عدّ هذا البلد «وطناً طبيعيّاً» لهم، وهو ما يمثّل هاجساً للعديد من مواطني الأردن، الذين يسكنهم قلق «الوطن البديل».
وبحسب الصحف الأردنية، فقد رأى ماكاين أن «الأردن هو الوطن الطبيعي لملايين الفلسطينيين من سكانه، وهو الحل الأمثل لقضية اللاجئين الذين ذاب غالبيتهم في المجتمعات التي يقيمون فيها».
تصريحات ماكاين جاءت أثناء محاضرة ترويجية في قاعة أولمرت هولمز وبست في جامعة نيويورك، ونقلها الخبير في شؤون الجغرافيا السياسية والسياسات الدولية، روبرت كاغان، الذي يمثّل مع ويليام كريستول، الفريق المكلف بتقديم تصور مفصل لاستراتيجية السياسة الخارجية في الشرق الأوسط للمرشح الجمهوري.
وأعلن كاغان أن «ماكاين تبنى بالفعل استراتيجية الخيار الأردني للتخلص من العبء، الذي تمثّله قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشأن الأراضي في الضفة الغربية، على السياسة العامة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط».
وندد نواب أردنيون بتصريحات ماكاين، التي وصفها رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب، النائب محمد أبو هديب، بأنها «رعناء»، مشيراً إلى أن مطلقيها «حاقدون عنصريون ومحافظون جدد يتنكرون للقرارات الدولية». وقال «تلك الآمال بعيدة عليه (ماكاين) وعلى الحاقدين العنصريين»، مذكراً بأن الأردن «عصي على كل المؤامرات بهمة أبنائه وبحكمة قيادته». كما أكد أن «وطن الفلسطينيين هو فلسطين التاريخية شاء ماكاين وأتباعه أو أبى».
وانضمت كتل نيابية للتنديد بتصريحات ماكاين، فأصدرت كتلة نواب التيار الوطني بياناً قالت فيه إن ما نقل عن المرشح الجمهوري «كلام جاهل ومرفوض»، مشيرة إلى أن موقفه يعبر عن «جهل مطبق بتاريخ المنطقة وظروفها، واستخفافاً سخيفاً ومرفوضاً بحقائق الأوطان وهموم شعوبها وتطلعاتها، ونوعاً من الاستقواء الفاشل لغايات انتخابية، وهي أقصر قامة وأوهى قوة من أن تصمد أمام خيارات الشعوب وتضحياتها».
ورفضت لجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين النيابية تصريحات ماكاين، وقال رئيس اللجنة النائب، فخري إسكندر، إن «التصريحات تنم عن حقد صهيوني على العالمين العربي والإسلامي»، وتمثل «أفكاراً عنصرية مرفوضة بالكامل».
(يو بي أي)