دافعت إيران أمس عن حقّها في إبداء رأيها في الاتفاقية الطويلة الأمد المنوي توقيعها بين الولايات المتحدة والعراق، بعد رواج تقارير تحدثت عن استعمال طهران نفوذها لدى القادة العراقيين لعرقلة توقيعها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، على هامش «الملتقى الدولي الثامن عشر للخليج الفارسي»، إن «هذا الموضوع تناوله كلٌ حسب رؤيته، وإن ما أكدته إيران أكثر من مرة هو أن الذي يجب أن يتخذ القرار في هذا المجال هو الشعب العراقي».غير أنّ حسيني أوضح أن «من الطبيعي أن تعلن الدول الجارة للعراق حسب شعورها بالمسؤولية دعمها لما يريده الشعب العراقي وحكومته بما فيها إيران الإسلامية التي تدعم ما هو لمصلحة هذا الشعب وتعارض أي شيء يلحق الضرر بمصالح الشعب العراقي».
وفي السياق، رأى وكيل وزارة الخارجية الإيرانية، علي رضا عطار، أن مسوّدة الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن «تظهر أن الأميركيين يهدفون إلى الوجود الطويل الأمد والسيطرة على هذا البلد».
وأشار عطار إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «لا يعلق آمالاً على هذه الاتفاقية» التي «ستسمح للقوات الأميركية بإجراء عمليات حتى في البلدان المجاورة للعراق»، من دون‌ أي تنسيق مع الحكومة العراقية.
وكان المالكي قد أعلن بعد فترة قصيرة من زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الشهر الماضي، وصول المفاوضات مع الأميركيين في موضوع الاتفاقية إلى «طريق مسدود»، في ظلّ معارضة شديدة من الأحزاب الموالية لإيران للتوقيع عليها.
ميدانياً، تعرّض جيش الاحتلال في العراق لضربة موجعة، إذ أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات منفصلة في محافظتي بابل جنوباً، والأنبار وسط غرب البلاد. وترتفع بذلك حصيلة قتلى الجيش الأميركي منذ غزو العراق عام 2003 حتى أمس إلى 4101 قتيل، منهم 17 جندياً سقطوا منذ بداية الشهر الجاري.
وأفاد شهود عيان بارتكاب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في الموصل، حيث قتل أربعة أشخاص واعتقل أربعة آخرين من عائلة واحدة، خلال مداهمة منزل في المدينة، من دون إيضاح أسباب الحادثة.
وسقط 14 عراقيين بأعمال عنف متفرقة في مختلف أنحاء العراق، فيما لقي إعلامي عراقي حكومي مصرعه بنيران مسلحين مجهولين شمال المدينة ذاتها.
وكشف الجيش التركي عن أنّه أحبط بالنيران محاولة تسلّل لـ21 مقاتلاً من حزب «العمال الكردستاني»، كانوا يحاولون دخول تركيا من شمال العراق.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)