في ردّ سلبي غير مباشر على عرض الحوافز الذي قدّمته إليها الدول الكبرى السبت، أكدت طهران أمس أن تخصيب اليورانيوم لديها خط أحمر ينبغي استمرار العمل فيه. خطوة بدت من خلالها غير آبهة بما اتفقت عليه دول الاتحاد الأوروبي في لوكسومبورغ أول من أمس من عقوبات جديدة ضد النظام الإسلامي.وأعلن نائب وزير الخارجية الإيرانية، علي رضا شيخ عطار، للصحافيين في طهران، «قلنا مراراً إن تخصيب اليورانيوم خط أحمر وإنه يجب أن نتقن هذه التكنولوجيا.. سيستمر هذا العمل». وأضاف إن إيران تدرس حزمة الحوافز (التي قدّمتها الدول الكبرى لإيران السبت الماضي)، مضيفاً «سنقدّم ردّنا بأسرع وقت ممكن. ولكننا لا نعلم على وجه التحديد متى سيكون ذلك».
وفي السياق، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن إيران ستواجه موجة جديدة من العقوبات المالية بعدما اتفق الاتحاد الأوروبي على تجميد الأصول الخارجية لأكبر مصارفها.
وقالت الصحيفة إن هذه الإجراءات المضادة «يمكن أن تكون مؤشراً إلى فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي أجراها في طهران نهاية الأسبوع الماضي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ودبلوماسيون بارزون من خمس دول لمناقشة سلّة الحوافز التي وضعتها القوى الكبرى لإقناع إيران بالتوقّف عن نشاطات تخصيب اليورانيوم».
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله «إن جميع الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت (في اجتماع لوزراء خارجيتها في لوكسومبورغ) على تجميد أي أصول لديها تعود إلى مصرف (ميللي) أضخم المصارف التجارية الإيرانية، في إطار إجراء صار في متناول اليد، سيُنفذ في غضون الأيام القليلة المقبلة».
لكن «ديلي تلغراف» أشارت إلى أن هذه الدول «لا تزال تناقش فرض عقوبات أخرى تهدف إلى منع الاستثمارات الأوروبية في قطاعي النفط والغاز في إيران ولم تتوصّل إلى اتفاق نهائي بشأنها».
من جهة ثانية، اقترح الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إنشاء بورصة ومصرف لمنظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» وتبنّي عملة موحّدة جديدة لها بعد تراجع قيمة الدولار الأميركي وخفض الضرائب للمساعدة على خفض سعر الطاقة.
وطرح نجاد، خلال افتتاحه اجتماع وزراء صندوق الدول المصدّرة للنفط «أوبك» في مدينة أصفهان، مقترحات عديدة لحلّ أزمة ارتفاع أسعار الطاقة، مكرراً ما كان قد اقترحه في مؤتمر قمة «أوبك» في السعودية، الذي يدل «على ضرورة الجمع بين العملات النافذة ووضعه أساساً للصفقات النفطية واتخاذ عملة موحدة جديدة لهذا الغرض».
وأعلن المندوب الإيراني لدى «أوبك»، محمد علي الخطيبي، أن ايران تعارض قيام السعودية من جانب واحد بزيادة إنتاجها النفطي.
ونقل التلفزيون الإيراني عن الخطيبي قوله إن «أي زيادة للإنتاج يجب أن يقررها مجلس وزراء المنظمة»، مضيفاً «إذا قرّرت السعودية زيادة إنتاجها بشكل أُحادي الجانب، فسيكون ذلك خطأ».
إلى ذلك، بعث الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، برسالة إلى 13 ناشطاً سياسياً وشخصية دينية دعاهم فيها إلى إعلان وجهات نظرهم في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانيّة أن «خاتمي دعا في رسالته هؤلاء الناشطين والشخصيات إلى إعلان رأيهم في مشاركته في المرحلة العاشرة من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في العام المقبل أو لا».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، فارس)