رام الله ــ أحمد شاكر وشددت المصادر على أن «الضغوط العربية على الطرفين أكدت الآن جدّية الموقف العربي من المصالحة الوطنية، بعدما كانت هذه الجدّية مفقودة سابقاً نتيجة ضغوط أميركية وإسرائيلية، وما تسميه حماس الفيتو على الحوار».
وفي ما يمكن أن يسميه المراقبون انفراجاً محدوداً، التقى المتحدث باسم الحكومة الفلسطينيّة المقالة، طاهر النونو، وفد حركة «فتح» الذي يزور قطاع غزة ويضم مستشاري عباس، مروان عبد الحميد وحكمت زيد.
وأكد النونو، في تصريحات للصحافيين، أن «اللقاء لم يكن مرتّباً من قبل حيث إنه كان في مقابلة صحافية في أحد فنادق غزة وصودف وجود وفد الرئيس في الفندق ذاته، فبادر أحد أعضاء المكتب السياسي لأحد فصائل منظمة التحرير إلى ترتيب لقاء بيني وبين أعضاء الوفد حضره أيضاً عضو المكتب السياسي المذكور».
وقال النونو إن «الحديث جرى في شأن مبادرة عباس للحوار، وموضوع التهدئة»، واصفاً أجواء اللقاء بالإيجابية والودية، ومشيراً إلى أن هناك تطابقاً في وجهات النظر على أن الأجواء مهيّأة الآن لانطلاق الحوار المباشر بين الطرفين. وأضاف «أكدت لهم استعدادنا لأي لقاء مع الوفد لمناقشة كل القضايا والتهيئة للحوار، على أساس إعلان صنعاء واتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة. وقلت إن أيدينا ممدودة من أجل إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية».
غير أن مصادر مطلعة على ما جرى خلال اللقاء نفت ما أورده النونو، وأشارت إلى أن المتحدث باسم الحكومة كان موجوداً في فندق «الديرة» بين جمع من الصحافيين في إطار سهرة شخصيّة، وأن وفد «فتح» صودف وجوده في الفندق نفسه. وأضافت أن عضو المكتب السياسي في حزب «الشعب»، وليد العوض، طلب من النونو المبادرة إلى السلام على الوفد «الفتحاوي». إلا أن النونو رفض في البداية، غير أنه أبدى موافقة بعد إجراء اتصالات للاستشارة. وأكدت مصادر كانت على طاولة الوفد «الفتحاوي» أن النونو توجه للسلام، وأن العملية لم تتجاوز الدقائق المعدودة، ولم يُتحدث خلالها عن مبادرة الحوار. وأضافت أن مروان عبد الحميد أبلغه عدم اعتراف السلطة الفلسطينية بحكومة إسماعيل هنية. وأشارت إلى أن الوفد طلب عدم نشر شي في الإعلام، إلا أن النونو سرّب الخبر.