باراك: إضعاف الهلال الشيعي بتحويل سوريا عن الخطّ الذي انتهجته وعن العلاقات مع الولايات المتحدة، قال الأسد إن بلاده تتطلع على الدوام إلى إقامة علاقات جيدة مع واشنطن. وأضاف: «ولكن ذلك لا يعني أن علينا أن نكون دمى... دور الولايات المتحدة في عملية السلام (في الشرق الأوسط) مهم، لكن هذه الإدارة (الأميركية) غير مهتمة بالسلام، وعلينا أن ننتظر الإدارة المقبلة».
في المقابل، أعرب أولمرت عن أمله بالتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا. وقال، لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأوسترالية، إن «السلام مع سوريا سيكون اختراقاً استراتيجياً حيوياً يمكن أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط ويجبر سوريا على إنهاء تحالفها مع إيران». وتابع: «إذا فتحت سفارة إسرائيلية في دمشق، فسيكون هناك لعبة كرة جديدة. هذا هو هدفي وهذه هي فكرتي». وقال إنه «لا يعتقد أن الأمر سيستغرق طويلاً لوضع تفاصيل اتفاق مع سوريا يتضمن إعادة معظم مرتفعات الجولان».
بدوره، رجح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عدم حصول «مفاوضات» بين إسرائيل وسوريا قبل نهاية السنة، مشدداً في مقابلة مع صحيفة «لو موند» الفرنسية على ضرورة مشاركة الأميركيين في العملية.
وقال باراك إن اللقاءات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وسوريا تقتصر في المرحلة الراهنة على «اتصالات أولية» من دون أن ترتقي إلى «مفاوضات حتى الأن». وتابع: «لا أعتقد أنه ستكون هناك مفاوضات قبل نهاية السنة ومن دون مشاركة الأميركيين وهم الوحيدون الذين يمكنهم المساعدة على رأب الصدع».
وقال باراك إن إسرائيل على استعداد لاتخاذ «قرارات صعبة» في ما يتعلق بهضبة الجولان. وأوضح: «في إسرائيل، نحبّّ الجولان، وقد قاتلنا من أجل الوصول إليها ونرى فوائد أمنية كثيرة تدفعنا للبقاء فيها. لكن الوضع تغيّر. نحن أقوياء لدرجة تسمح لنا بالاحتفاظ بالجولان، لكننا على استعداد لوضع تصور لإنهاء هذه الحالة. الوقت حان، إذا نجحت المفاوضات، فسنصبح على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة».
وأشار باراك إلى أن الولايات المتحدة ستنضم في مرحلة ما إلى المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية، ومع الوقت «يمكنهم الإسهام في مفاوضات جدية لتسهيل مسيرة السلام».
وفي رد على سؤال عن الغارة التي نفذتها طائرات حربية إسرائيلية على موقع سوري في أيلول الماضي، قال باراك: «نعيش وسط بيئة قاسية لا علاقة لها بأوروبا الغربية. مكان لا شفقة فيه للضعفاء ولا فرصة ثانية للذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم».
ورأى باراك أن «هلالاً شيعياً يمتد من إيران حتى جنوب العراق، وصولاً إلى دمشق وجنوب لبنان، وحتى إلى حماس التي ليست شيعية». وأشار إلى إمكان «إضعاف» هذا الهلال بشكل كبير أو تعديل طبيعته «إذا تم تحويل سوريا عن الخط الذي انتهجته. إذا اتخذت سوريا هذا القرار، فذلك سيغير كثيراً من الأمور». وأوضح أن إيران ستضعف كثيراً بمواجهة العالم العربي إذا وجدت نفسها محرومة من دعم هذه الدولة العربية الوحيدة و«ستصبح قوة غير عربية متسلطة إسلامية شيعية، تحاول تهديد الدول العربية في الأمة». وأضاف: «عندها سيضعف حزب الله، وتقل مساحة المناورة أمام حركة حماس».
وأضاف باراك: «أعرف جيداً الأولويات بالنسبة إلى سوريا. أولاً، استمرار النظام. ثانياً، وضع نهاية لمحكمة (الرئيس رفيق) الحريري، إذ على الأرجح يخافون أن تطال العائلة. ثالثاً الحصول على دور خاص في لبنان لأسباب تاريخية، تتعلق بالنفوذ والأعمال أيضاً»، بينما أوليتهم الرابعة تتمثل في «الحصول على خدمات أميركا والعالم الحر، إذ إنهم منذ سنوات طويلة يراقبون المساعدات بعشرات مليارات الدولارات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر. ثم هناك خامساً: هضبة الجولان (التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967)».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)