strong>لا يبدو أن اقتراب عملية التبادل بين حزب الله وإسرائيل من موعد الحسم الأحد المقبل يبدد مخاوف عائلتي الأسيرين من مناورات اللحظة الأخيرة، في ظل مواصلة الحاخامية العسكرية مهمة بتّ مصيرهما بالتزامن مع إحالة الصفقة التي أنجزت، وتتألف من عشرة بنود، إلى الحكومة
محمد بدير
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل وحزب الله بلورا خطياً صفقة تبادل الأسرى التي يفترض أن تطرح للتصويت عليها من الحكومة الإسرائيلية الأحد المقبل. وأضافت أنه في أعقاب المصادقة على الصفقة، سيحضر الوسيط الألماني، غيرهارد كونراد، أو أحد أفراد طاقمه إلى إسرائيل لأجل الحصول على توقيع ممثل عن الحكومة الإسرائيلية عليها، ومن ثم سيغادر إلى بيروت للقيام بالأمر نفسه مع حزب الله حيث سيوقع، وفقاً للصحيفة، أحد مساعدي الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، على الاتفاق الذي يتضمن أكثر من عشرة بنود لا يزال من غير الممكن نشرها.
وأضافت «هآرتس» أن تنفيذ عملية التبادل سيخرج إلى حيز الفعل في غضون أسبوع إلى أسبوعين من التوقيع عليها. وذكرت أن مصادر سياسية إسرائيلية أعربت أمس عن خشيتها من أن يثير حزب الله مطالب جديدة في اللحظة الأخيرة، رداً على التردد الذي أظهره أولمرت في الأيام الماضية.
وفي السياق، واصلت عائلتا الأسيرين، ألداد ريغيف وأيهود غولدفاسر، حملة العلاقات العامة التي تشنانها من أجل ضمان إمرار الصفقة في الحكومة. ولم تخف العائلتان تخوفهما من حصول انتكاسة على هذا الصعيد رغم الطمأنات التي حصلا عليها من الوزراء الذين التقيتا بهم ووعدوهما بالتصويت لمصلحة الصفقة. وقالت ميكي غولدفاسر، والدة إيهود، إنها لن تكون متفاجئة، بعد ما حصل في الأيام الأخيرة، من أي سيناريو، فيما أعرب زوجها عن الخشية من أن يحاول بعض الوزراء ربط تصويتهم بإلإجراء الذي بدأه الجيش حول تحديد مصيرهما. وقال شلومو غولدفاسر: «آمل ألا يستغلوا هذا الإجراء ويطالبوا بإنهائه قبل اتخاذ القرار، وحينئد سيفكك كل شيء».
إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن لقاءً مشحوناً جرى قبل ثلاثة أيام بين والد الأسير ريغيف، تسفي، ورئيس «الموساد» مائير دغان، على خلفية المعارضة التي أبداها الأخير لإبرام الصفقة في المداولات التي عقدها أولمرت في هذا الموضوع في وقت سابق. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن والد ريغيف طالب دغان بشرح موقفه، فأجابه الأخير بأن معلومات استخبارية حصلت عليها إسرائيل أخيراً تفيد بأن الأسيرين الموجودين بحوزة حزب الله ميتين. وأضاف دغان أن هذه المعلومات سمعية وأنه لا أحد رآهما أو عاينهما، لكنه شدد على أنه يجد التقرير الذي تضمن هذه المعلومات موثوقاً، وتابع: «لست مستعداً للكشف عن مصادر استخبارية».
وبحسب نص الحوار الذي حصل بين الجانبين وعرضته القناة الثانية، فإن دغان أوضح أن معارضته للصفقة تتصل برفض الإفراج عن سمير القنطار الذي قال إنه «تابع لصفقة أخرى هي صفقة رون أراد». وأضاف: «كل شيء مرتبط بالتقرير الذي سيسلمه نصر الله ويفصل فيه الجهود التي بُذلت على مدى أعوام من أجل الكشف عن مصير أراد، وإذا كان التقرير معقولاً بنظري، فإني سأدرس تغيير رأيي».
وفي غضون أقل من أسبوع، عاد رئيس الأركان، غابي أشكنازي، وكرر موقفه الداعي إلى وجوب استعادة الأسيرين مهما كان مصيرهما. وقال، في كلمة ألقاها أمام كلية القيادة والأركان في «غليلوت» شمال تل أبيب، إن «من واجبنا الأخلاقي العميق والقديم أن نبذل كلّ ما في وسعنا من أجل إعادة كلّ جنودنا».