ديسكين يؤيّد إطلاق فلسطينيّين «ملطّخة أيديهم» وإبعادهم إلى غزّة في مقابل شاليط
غزّة ــ قيس صفديوأعلنت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق جميع المعابر التجارية مع القطاع، مع السماح بإدخال كميات محدودة من الوقود من خلال معبر ناحل عوز المخصّص لذلك شرق مدينة غزة. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الأجهزة الأمنية قررت إغلاق المعابر بمعدل ثلاثة أيام رداً على كل عملية إطلاق صواريخ من غزة، فيما ستتمّ دراسة الرد العسكري لاحقاً.
في هذا الوقت، أعلنت مصادر إسرائيلية سقوط قذيفتي هاون في منطقة النقب الغربي انطلاقاً من القطاع، من دون وقوع إصابات أو أضرار. ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها.
وعقب إطلاق الصواريخ، تبادلت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، والحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية وحركة «حماس»، الاتهامات بالخيانة وخدمة الاحتلال. وطالب هنية الفصائل الفلسطينية بضرورة «الالتزام بما تم التوافق عليه بشأن التهدئة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في القطاع». وقال، عقب صلاة الجمعة، إن «الفصائل والشعب قبلوا بالتهدئة لتحقيق مصلحتين هما وقف العدوان ورفع الحصار، لذلك نتمنى على الجميع احترام التوافق الوطني».
وفي السياق، قال وزير الداخلية في حكومة هنية، سعيد صيام، إن «على العقلاء في الفصائل الفلسطينية تحمل مسؤولياتهم في ما يخص التهدئة». ورأى، خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء وفد من قيادة لجان المقاومة الشعبية في منزله، إنه «من كان جزءاً من التهدئة عليه أن يحترم هذا التوافق ومن يشذ عن هذا الإجماع عليه أن يتحمل تبعات ذلك».
ووصف صيام إطلاق الصواريخ من جانب إحدى مجموعات «كتائب شهداء الأقصى» بأنه «خروج على الإجماع. فالرئيس الفلسطيني محمود عباس بارك التهدئة وأكد للمصريين حرصه على نجاحها، وكذلك كانت الحال بالنسبة إلى كتائب الأقصى بجميع عناوينها».
وقالت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، إن تجاوزات مجموعة «كتائب شهداء الأقصى» للإجماع الوطني «تمثل محاولة لا تخدم إلا الاحتلال لتبرير حصاره»، مضيفاً إن «أطرافاً في رام الله لها علاقة مباشرة بتحريك وتوجيه هذه المجموعة التي لم يكن لها أي فعل حينما كانت تحرق غزة بأكملها».
وحذّر أبو زهري «هذه المجموعة من هذه الممارسات»، مؤكداً أن «الحكومة» ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية الإجماع الوطني والمصلحة الوطنية، محمّلاً «الأطراف التي تقف خلف هذه المجموعة المسؤولية الكاملة جنباً إلى جنب مع الاحتلال عن الحصار المستمر على الشعب». وردّت «كتائب شهداء الأقصى» على التهديدات «الحمساوية»، وقالت في بيان لها إن إطلاقها للصواريخ «ما هو إلا رسالة للاحتلال بأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخروق الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني»، داعية إلى «إعادة ترتيب أوراق التهدئة لتشمل الضفة».
في المقابل، قال جناح آخر من «كتائب شهداء الأقصى»، في بيان له، إن من قاموا بإطلاق الصواريخ لا ينتمون إليها، معلناً في الوقت ذاته «التزامه الكامل بقرارات الرئيس محمود عباس والالتزام الكامل بالتهدئة». وهدّد برفع الغطاء التنظيمي عن كل من «يحاول العبث بمصالح هذا الشعب».
وعن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس» واستعادة دولة الاحتلال جنديّها الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، شدّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس على «وجوب تحرير شاليط وضرورة التوصل إلى اتفاق مع حماس». وأضاف إنه «لم يكن هناك خيار لتحرير شليط في عملية عسكرية».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئيس «الشاباك»، ديسكن، يؤيد «إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين أدينوا بتنفيذ عمليات قُتل فيها إسرائيليّون»، شرط أن يتم إبعاد الأسرى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو إلى دول أخرى، على غرار صفقة إبعاد المقاتلين الفلسطينيين الذين حوصروا في كنيسة المهد في بيت لحم في نيسان عام 2002.