في خطوة من المتوقّع أن تزيد الضغوط الدولية على زيمبابوي، أصرّ الرئيس روبرت موغابي أمس على المضي في انتخابات رئاسية شكلية، هو مرشحها الوحيد، ووصفتها أطراف دولية بـ«خدعة»، فيما قال زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي إنها «إهانة وعار للبلاد».وعاد ناخبو زيمبابوي البالغين نحو ستة ملايين، إلى صناديق الاقتراع أمس في انتخابات وصفت بـ«الشكلية» نظراً لانسحاب المرشّح المعارض منها، في ظلّ ردود فعل دولية وأفريقية مندّدة بالرئيس الذي يحكم زيمبابوي منذ عام 1980، والمتمسّك بالسلطة حتى الرمق الأخير.
وأعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية، أوتلوال سيلايغوانا، أن «كل مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الوقت المحدد»، مضيفاً أنه «لا مشاكل»، واصفاًَ الأجواء بأنها «سلمية». لكن سرعان ما تبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات بشأن العملية الانتخابية، حيث اتهمت الشرطة المعارضة بالسعي إلى عرقلة الانتخابات متهمة ناشطين في حركة «التغيير الديموقراطي» بأنهم أرادوا إحراق مراكز اقتراع.
في المقابل، أكدت المعارضة تعرّض الناخبين لضغوط منذ الساعات الأولى لبدء الاقتراع. وقال أحد مندوبي المعارضة في محافظة ماباندا شرق البلاد إنه «طُلب من الناس أن يبرزوا بطاقة الاقتراع إلى ممثل الحزب الحاكم قبل وضعها في الصندوق»، مؤكداً أنه «لم يكن له خيار سوى التصويت لمصلحة موغابي».
وكان زعيم المعارضة قد انسحب الأحد الماضي من السباق الرئاسي بسبب تصاعد أعمال العنف بحق مناصريه. وأكد تسفانجيراي أنه تم تهجير مئتي ألف شخص، فيما قتل تسعون من مناصريه، وأصيب أكثر من عشرة آلاف منذ الانتخابات البرلمانية العامة في 29 آذار التي تعرّضت فيها السلطة لهزيمة كبيرة.
ورأى تسفانجيراي، اللاجئ في السفارة الهولندية، في رسالة مفتوحة وزّعت عبر البريد الإلكتروني، أن «ما يجري اليوم (أمس) ليس انتخابات. اليوم يوم إهانة وعار ويوم مأساوي جديد في تاريخ شعبنا». وأضاف أن «نتائج انتخابات اليوم لا تعني شيئاً، لأنها لا تعكس إرادة شعب زيمبابوي، بل خوفه فقط»، متابعاً: «نطلب منكم ألا تصوتوا اليوم إذا استطعتم».
وأكد الزعيم المعارض أنه يعرف «أن الكثيرين سيجبرون على التصويت»، موضحاً: «إذا أخافوكم وهددوا بقتل عشرة أشخاص في مقابل كل عشر بطاقات لحركة التغيير الديموقراطي، فلا تخافوا. صوِّتوا كما يجب من أجل حماية أنفسكم والبقاء على قيد الحياة». وختم قائلاً: «نعرف أنكم تريدون التغيير. التغيير آت. لا تفقدوا الأمل. وللأفارقة والمراقبين نقول إن حياة شعبنا بين أيديكم».
وكان موغابي قد رفض أول من أمس دعوة من اللجنة الأمنية للمجموعة التي تترأسها أنغولا، إلى إرجاء الانتخابات «التي لن تكون حرة ولا عادلة» بحسب بيان المجموعة، التي أكدت أن «الصداقة لا تعني أنكم تقودون البلاد».
وفي ردود الفعل الدولية، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن مجلس الأمن سينظر في القضية، موضحة أن «هناك في المجتمع الدولي من يعتقد أن مجلس الأمن يجب أن يفرض عقوبات على زيمبابوي».
ورأت المفوضية الأوروبية، على لسان المتحدثة باسمها كريستينا ناغي، أن الانتخابات المذكورة هي «خدعة». وأضافت: «بطبيعة الحال، إننا على علم بالانتخابات المزعومة التي تجرى اليوم والتي لا تجدها المفوضية الأوروبية مشروعة أو صالحة».
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني أن روما ترغب في أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سحب سفراء الدول الأوروبية من هراري. وأكد، أمام الصحافيين في كيوتو، بعد اجتماع وزراء مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني: «سوف أطلب من (وزير الخارجية الفرنسي برنار) كوشنير (الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي)، أن يبدأ عملية مشاورات عاجلة لاستدعاء السفراء من زيمبابوي».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)