دعت اللجنة الرباعيّة الدولية للشرق الأوسط، خلال اجتماعها في لندن أمس، الدول العربية إلى الوفاء بالوعود المالية والسياسية التي قطعتها على نفسها «لدعم عملية أنابوليس».وأعرب بيان الرباعيّة، المكونة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا، عن «قلقه العميق» على الأحوال الإنسانية في قطاع غزة. وطالب باستمرار «المساعدات الطارئة والإنسانية وتوفير الخدمات لغزة من دون تعطيل». كما أعرب عن «قلقه المستمر لإغلاق نقاط العبور الرئيسية في غزة، نظراً لتأثير ذلك على الاقتصاد الفلسطيني والحياة اليومية». ودعا البيان إسرائيل إلى تجميد كل الأنشطة الاستيطانية وتفكيك مواقع استيطانية أُقيمت منذ آذار عام 2001.
وقال رباعي الوساطة إن كبار المسؤولين «يؤيدون بقوة إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر على العمل معاً لصياغة أسلوب جديد بشأن غزة يوفر الأمن لكل سكان غزة وينهي كل أعمال الإرهاب، ويؤدي إلى افتتاح معابر غزة على نحو دائم تحت السيطرة لأسباب إنسانية، ومن أجل تدفق التجارة».
وقبيل الاجتماع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يحقّقان تقدّماً في المفاوضات. وأضافت: «أعتقد أنه لأننا لا نرى نتائج واضحة يتصور الناس أنه لا شيء يحدث ولا تقدم يتحقق، وأعتقد أن هذا ليس صحيحاً». وحثت المانحين على أن يفوا بما التزموا به.
وأضافت رايس أن «الدول التي لديها موارد ينبغي ألا تبحث عن أقل ما يمكن أن تفعله، ولكن عن أقصى ما يمكن أن تفعله». وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن تعني بذلك الدول العربية الغنية بالنفط، ووصف إسهاماتها بأنها «متدنيّة بشكل مؤسف». وأضاف أن الكويت وقطر بين دول أخرى لم تدفع أي منهما بعد أي دعم لميزانية السلطة الفلسطينية. وتظهر إحصاءات أميركية أن المانحين الأجانب وعدوا بتقديم 1.55 مليار دولار دعماً لميزانية السلطة الفلسطينية لعام 2008، منها 717 مليون دولار من أعضاء الجامعة العربية و835 مليون دولار من دول أخرى.
وقال دبلوماسي عربي إن عدداً كبيراً من دول المنطقة فقدت الأمل في أن تحقق جهود الرئيس جورج بوش للسلام أي تقدم. وأضاف: «هناك خيبة أمل في عدم وجود مردود ملموس. على الرغم من أن الناس يعرفون أنه ليس بوسعك التفاوض علناً، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن المفاوضات تسير جيداً، بل إن المعطيات على الأرض تسوء».
إلا أن رايس رأت أن «من السابق لأوانه فقد الأمل في التوصل إلى اتفاق قبل أن يغادر بوش البيت الأبيض» في كانون الثاني عام 2009. وقالت: «أعتقد أن فرصة التوصل إلى حل على أساس إقامة دولتين لن تدوم إلى الأبد، وفي الواقع يمكنك أن تقول إنها تتقلص وتتقلص مع الوقت». وخلال اجتماع الدول المانحة في لندن أمس، قال رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فيّاض إنه «حدث تقدم محدود في إزالة شبكة نقاط التفتيش وحواجز الطرق في الضفة الغربية المحتلة».
بدوره، شدّد مبعوث اللجنة الرباعية، طوني بلير، على أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة على صعيد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعرب عن أمله «أن يحصل في الأسابيع القليلة المقبلة على الردود النهائية على جميع المسائل التي خضعت للنقاش خلال الفترة السابقة»، مضيفاً أن مقداراً كبيراً من التركيز «يتمحور بشكل طبيعي الآن حول غزة، وهذا يمثل موضوعاً سيُناقَش».
وأضاف مبعوث اللجنة الرباعية أن اقتصاد الضفة الغربية ينمو، وتوقع أن تزداد معدلات نموه «إذا عمدت السلطة الفلسطينية والمانحون الدوليون وإسرائيل إلى بذل كل ما بوسعهم لتحسين الأوضاع في الضفة». ووصف الوضع في قطاع غزة بأنه «رهيب».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)