بغداد ـــ الأخبارجذب الوفد البرلماني العراقي، الذي يزور طهران منذ يوم الأربعاء الماضي، الأضواء السياسية على الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، بعدما تردّدت أنباء عمّا يحمله من «أدلّة» تؤكد التوّرط الإيراني في تغذية العنف في بلاد الرافدين، وعزمه على عقد محادثات تنهي الأزمة بين الحكومة والتيار الصدري. وكشفت الوكالة الإيرانية الرسمية، «إرنا»، أن الوفد يتألّف من نوّاب «الائتلاف العراقي الموحد»، وأنه يزور طهران بهدف «مناقشة قضايا أمنية». وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانيّة، محمد علي حسيني، أن الوفد سيناقش «التطورات الأخيرة»، وأن «المسؤولين الإيرانيين سيعقدون محادثات مع البعثة بهدف المساعدة على تسوية الخلافات والاشتباكات المستمرة في العراق».
وكان النائب في «الائتلاف»، سامي العسكري، قد أوضح في وقت سابق أنّ الزيارة تهدف للضغط على الحكومة الإيرانية لوقف تمويل ودعم الجماعات المسلَّحة.
وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنّ الوفد التقى أول من أمس الجنرال جاسم سليماني، وهو قائد «قوة القدس»، التابعة للحرس الثوري الإيراني، المتَّهمة بتدريب ونقل السلاح إلى الميليشيات. وأفادت الوكالة أن الوفد قد يلتقي أيضاً المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله، علي خامنئي.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الوفد يملك «وثائق وأدلة أخرى» تؤكد تورّط «قوّة القدس» في تهريب السلاح وتدريب المقاتلين. وتتضمن الأدلة، بحسب المسؤولين أنفسهم، شحنات من الأسلحة، منها مدافع هاون وصواريخ مضادة للدروع وعبوات ناسفة، تشير دمغات التاريخ عليها إلى أنه جرى تصنيعها خلال العام الجاري في إيران.
وتزامنت الزيارة، مع إعلان قائد قوات الاحتلال في العراق، دايفيد بيترايوس، العثور على كمية «كبيرة جداً جداً» من الأسلحة الإيرانية. وقال بيترايوس، لإذاعة «بي بي سي» في لندن، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون تناول الشأن العراقي، إنّ مخازن الأسلحة تضمنت آلاف القذائف المدفعية والصواريخ والقنابل.
بدوره، رحّب وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، بمهمّة الوفد، ورأى أنّها «خطوة مهمة جداً». وأضاف إن الوفد العراقي يهدف «خصوصاً إلى إجبار (الإيرانيين) على الاختيار: هل يريدون أن يعملوا مع حكومة العراق أم سيعملون على تخريب حكومة العراق؟».
ونقل المتحدث باسم مقتدى الصدر، صلاح العبيدي، أن زعيم التيار الصدري، الذي تشير تقارير إخبارية عديدة إلى وجوده في مدينة قم الإيرانية، يرفض عقد لقاء بين قادة تياره والوفد العراقي، «لأن الحل لا يكون إلا في إطار المبادرة البرلمانية التي تبناها الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس البرلمان محمود المشهداني»، اللذان تعهّدا التوسّط مع الحكومة لحلّ الأزمة، وفق شروط للتيار لم يعلنها.
وفي السياق، دعا إمام جامع الكوفة، أسعد الناصري، الصدر إلى «الظهور على منبر الكوفة بأسرع وقت ممكن»، واصفاً هذا الطلب بأنه يمثل «رغبة الملايين من المؤمنين». وطلب منه السماح «باعتصام موسع أمام باب المرجعية الدينية في شارع الرسول في مدينة النجف»، في إشارة إلى مقر إقامة آية الله علي السيستاني، داعياً المرجعية إلى «إبداء رأيها في مزاعم رئيس الوزراء نوري المالكي ضد الصدريين».
ميدانياً، بلغت حصيلة القتلى العراقيين خلال اليومين الماضيين، نحو 70 شخصاً، سقط نحو 40 منهم في تفجير انتحاري مزدوج شمال شرقي بغداد، و20 آخرين في الاشتباكات بين جيش الاحتلال و«جيش المهدي» في مدينة الصدر.
كما أعلن الجيش الأميركي سقوط طائرة استطلاع عسكرية من دون طيار، لأسباب «تقنية»، فيما استمرّ القصف الجوي التركي على المتمردين الأكراد شمال العراق، دون التبليغ عن أي إصابات.