strong>الدول الكبرى «توافقت» على عرض حوافز تستعدّ لتقديمه إلى إيران
جددت الإدارة الأميركية وحليفتها تل أبيب أمس، هجومهما الخطابي على طهران، واتهمتاها بالسعي وراء السلاح النووي ودعم الإرهاب وتهديد إسرائيل والمنطقة، فيما توعّدت إيران بـ«إقتلاع النظام الرأسمالي من جذوره». وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليباند، من لندن حيث اجتمع وزراء خارجية الدول الست (5+1) لمناقشة الأزمة النووية الايرانية، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، اتفقت على تقديم عرض جديد لطهران. وقال ميليباند، إثر الاجتماع، «يسرني أن أعلن أننا توافقنا على عرض سيُقدّم الى الحكومة الايرانية»، من دون أن يوضح تفاصيل هذا العرض، الذي يتوقع أن يكون صيغة «محدَّثة» للحوافز التي اقتُرحت على النظام الايراني عام 2006 ليتخلى عن برنامجه النووي.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، قد قالت فور وصولها الى لندن «ما زلت متشككة في الطبيعة السلمية لبرنامج طهران النووي». وأصرّت رايس على عدم تقديم «مزيد من الحوافز» إلى طهران، معتبرة أنّ الحوافز التي قُدّمت لها حتى الآن «سخية جداً».
وشدّدت رايس على أهمية التطبيق الكامل للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران. وقالت «سنلقي نظرة على ما عرضناه على الإيرانيين، ولكنني أودّ أن أقول إنني لا أرى أي دليل على اهتمام الإيرانيين بهذا المسار».
وفي السياق، رأى رئيس أركان الجيوش الأميركية، الأدميرال مايكل مولن، أمام مجموعة من اليهود الأميركيين، أثناء حضوره احتفالاً بالذكرى الستين لإعلان دولة إسرائيل، أنّ «إيران تهدّد المنطقة برمّتها من خلال تأثيرها اللامسؤول الذي يستند إلى سعيها لامتلاك السلاح النووي ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط». وقال مولن «الكابوس الحقيقي الذي يمثّله التقاء نشاطها في السعي للحصول على أسلحة نووية ودعمها للحركات الإرهابية، يعدّ تهديداً لإسرائيل وللمنطقة برمّتها».
وعلى هامش اجتماع الدول المانحة في لندن، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، تعتزم إطلاع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ووزير خارجيته على معلومات استخبارية جمعتها إسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز أنّ «الإيرانيين قد يجتازون العتبة التكنولوجية في البرنامج النووي خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً في الأشهر المقبلة وقبل نهاية السنة»، مضيفاً «هذا الخيار يمكن أن يتحقق وعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار وأن نستعدّ لهذا السيناريو».
لكن في المقابل، قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي، خلال استقباله عائلات الشهداء في محافظة شيراز، إن «تهديد وعربدة أعداء إيران الإسلامية هما بسبب رعبهم وهلعهم من تعلق الشعوب المتزايد بالثورة الإسلامية».
وكان خامنئي قد ذكر أن «التهديدات والكلام العنيف الذي يطلقه مسؤولو وأبواق الاستكبار هو حرب نفسية» و«أن الجميع يعرفون أن أعداء الشعب الإيراني لا يجرؤون على مهاجمة هذا الشعب العظيم والعريق لأنهم سيدخلون ساحة من غير الممكن الخروج منها».
ورأى خامنئي أن ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، هي من أكثر فترات التاريخ المعاصر انعداماً للأمن، قائلاً «إن الحقبة المظلمة في التاريخ تسجل باسمه، وإن ملفه الأسود سيظل مفتوحاً على الدوام بسبب إيجاد التدهور الأمني في العالم ونشر الإرهاب والاحتلال والجريمة».
من جهة ثانية، ردّت طهران على تصريحات المرشَّحة الرئاسية الديموقراطية الاميركية، هيلاري كلينتون ضدّ الجمهورية الاسلامية، حين قالت إنّها ستمحوها من الخريطة إذا هاجمت إسرائيل. وقال إمام جمعة طهران، أحمد خاتمي، «عار عليكم أن تكون رئيسة جمهوريتكم عميلة مطيعة للكيان الصهيوني، وتطمح من خلال هذه العمالة لأن تفوز بالانتخابات».
وكانت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، قد رفعت أمس رسالة إلى الأمين العام بان كي مون، تُدين فيها بشدّة تصريحات كلينتون «غير المسؤولة وغير المبرّرة والاستفزازية ضدّ الشعب والحضارة الإيرانية».
أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فقد تعهد بـ«اقتلاع النظام الرأسمالي الفاسد من جذوره». ولفت في مناسبة عيد العمال، إلى أنّ آثار ومؤشرات «النظام السائد في العالم الذي تمخّض عن الحرب العالمية الثانية، لم ينتج سوى الظلم وتدمير اقتصاد البلدان وأُعدّ لتبديل شعوب العالم إلى شعب واحد يعاني من التبعية، في طريقه نحو الانهيار».
الى ذلك، تسلّمت طهران أمس شحنة العوازل الحرارية الروسية الخاصة بمفاعل بوشهر والتي كانت محتجزة في أذربيجان إلى أراضيها.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)