دمشق «قلقة» والقاهرة تدعم اجتماعاً عاجلاً لوزراء الخارجيّة وموسى «منزعج»وكان مصدر سعودي مسؤول قد دعا، في بيان أمس، «التيارات التي تقف وراء التصعيد» في لبنان إلى إعادة حساباتها، محذّراً من «فتنة عمياء» لن تخدم إلا «قوى التطرف الخارجية».
وقال المصدر إن هذه القوى «قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان وتحقيق الوفاق بين أبنائه كما عطّلت وتعطّل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن». ودعا اللبنانيين «بجميع تياراتهم السياسية إلى الاستماع إلى صوت الحكمة ولغة العقل ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار».
وشدّد المصدر نفسه على أن الرياض «مستمرة، وبكل إمكاناتها، في العمل على عودة الأمن والأمان ووحدة الصف للبنان، وسوف لن تدخر جهداً في سبيل مساعدته والوقوف معه في الدفاع عن شرعيته واستقلال قراره السياسي ووحدته الوطنية».
وفي القاهرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إن بلاده وافقت على الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الوضع المتدهور في لبنان، من دون أن يكشف عن الجهة التي وجّهت الدعوة أو موعد عقد الاجتماع.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، فقال إنه «يُجري اتصالات مكثفة مع العديد من القيادات اللبنانية وبعض وزراء الخارجية العرب لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال تلك التطورات، والعمل على إنهاء هذه المشكلة بشكل فوري».
وناشد موسى، في بيان له، القيادات اللبنانية «إعمال الحكمة واحترام المؤسسات اللبنانية ومصالح الشعب اللبناني الحياتية، والابتعاد عن الصدام أو أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى المزيد من التدهور». وأعرب عن «انزعاجه الشديد مما تشهده الساحة اللبنانية»، مؤكداً أنه «سيستمر في بذل الجهود وإجراء الاتصالات للتعامل العربي الجماعي مع تلك التطورات السلبية المؤسفة».
وكان موسى قد قطع زيارته لواشنطن وقرر العودة إلى القاهرة للتشاور حول الوضع المتدهور في لبنان.
ودعت دول مجلس التعاون الخليجي اللبنانيين إلى التحلّي بضبط النفس، وأن يعالجوا الأوضاع بالحكمة والتروي لضمان أمن واستقرار لبنان وتكريس وحدته وسيادته.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عبد الرحمن بن حمد العطية، في بيان له، «أن هناك حاجة ماسة إلى إزالة الاحتقان السياسي وكل ما يعكر صفو الأمن والحياة في لبنان»، مهيباً بجميع الفرقاء اللبنانيين «أن يتحلّوا بضبط النفس وأن يعالجوا الأوضاع بالحكمة والتروي، باعتبار ذلك مطلباً أساسياً لحل المشكلات القائمة لضمان أمن واستقرار لبنان وتكريس وحدته وسيادته».
وأعرب العطية عن قلقه «حيال تطورات الأحداث المؤسفة في لبنان»، مناشداً «جميع القوى اللبنانية تغليب المصلحة الوطنية اللبنانية على أي اعتبارات أخرى وبذل الجهود المخلصة للخروج من هذه الأزمة الطارئة، بغية الوصول إلى أرضية مشتركة تؤدي إلى تحقيق الوفاق بشأن مجمل القضايا التي تمثّل مصدر تباين وتشغل الشارع اللبناني».
وفي تعليق أميركي، طالب المتحدّث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، حزب الله بالتوقف عن «نشر التوتر» في لبنان. وقال «على حزب الله أن يختار بين أن يكون منظمة إرهابية أو حزباً سياسياً، لكن عليه وقف محاولته أن يكون الاثنين معاً». وأضاف «عليهم أن يتوقفوا فوراً عن نشر التوتر».
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، عن «قلق» بلاده من المواجهات المسلحة في بيروت، مجدداً دعم واشنطن للحكومة اللبنانية. ورأى أن المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «تلاعب».
وفي موسكو، دعت روسيا جميع الأطراف اللبنانية المتنازعة إلى ضبط النفس وتجنّب الخطوات التي تؤدي إلى تصعيد الوضع المتوتّر في لبنان. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية بالوكالة بوريس مالاخوف إن «هذا التطور الخطير للأحداث يثير قلق موسكو. نحن نرى أنه من الضروري بذل جميع الجهود لوقف التحرك نحو مواجهات سافرة خطيرة بالنسبة إلى لبنان واللبنانيين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي أو الطائفي». وأضاف «ندعو جميع القوى السياسية في لبنان إلى ضبط النفس وعدم السماح بالقيام بخطوات من شأنها تصعيد توتر الوضع».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز)