غزة ــ رائد لافيالقاهرة ــ خالد محمود رمضان
يبدأ رئيس الاستخبارات المصرية العامة، اللواء عمر سليمان اليوم زيارة إلى القدس المحتلّة لتسليم إسرائيل مواقف الفصائل الفلسطينية من مشروع التهدئة في قطاع غزّة، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أن إسرائيل ستستخدم القوة ضدّ «حماس» إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة باتجاهها.
وأوضح أولمرت، خلال افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، أن «حماس قوة مسيطرة على غزة. عليها أن تحمل تبعات أفعالها. الواقع يجب أن يتغيّر: إما أن يسود الهدوء أو تستخدم إسرائيل القوّة لإعادة إرساء الهدوء».
وجاء تصريح أولمرت بعد مقتل مدني إسرائيلي الجمعة الماضي في كيبوتز قرب قطاع غزة جراء سقوط قذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن سليمان سيقدّم إلى الإسرائيليين الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة في نيسان الماضي، والرامي إلى إرساء تهدئة مع إسرائيل.
وبدا نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي حذراً تجاه اتفاق التهدئة، إذ قال: «سيزورنا سليمان، سنستمع إليه، سنرى ما سيقترحه، وبعدها سنتخذ قرارات. ولكن في الوقت الراهن لا شيء مطروح على طاولة البحث»، مضيفاً: «حتى الآن، فإننا نرى حواراً بين مصر وحماس. كشركائنا الاستراتيجيين، فإن المصريين يؤدون دوراً أساسياً في هذه المسألة».
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل تأمل الحصول على إيضاحات من سليمان بشأن الطريقة التي سيدار بها مركز رفح الحدودي بين القطاع ومصر، وبشأن مدة التهدئة ومسألة عدم نص مشروع التهدئة على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وقالت مصادر مصرية إن سليمان سيتلقى رداً رسمياً من حكومة أولمرت على مشروع الهدنة المقترحة، مشيرة إلى أنه إذا كان الرد إيجابياً كما هو متوقع، فستُعلن ساعة الصفر لبدء الهدنة. وأضافت أن سليمان سيحصل أيضاً على ضمانات إسرائيلية بوقف كل أشكال العدوان السابقة على غزة، ومنع استهداف الكوادر الفلسطينية المختلفة. ونفت أن تكون زيارة سليمان تستهدف إقناع أولمرت بالتفاوض المباشر مع «حماس».
ولليوم الثاني على التوالي، سمحت السلطات المصرية بتشغيل معبر رفح جزئياً بموجب اتفاق مع الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية في قطاع غزة. وتمكّن مئات العالقين الفلسطينيّين من حاملي الإقامات في مصر من اجتياز المعبر بعد نحو أربعة أشهر من بقائهم عالقين في القطاع، عقب إغلاق الحدود.
وبحسب المصادر، فإن إعادة تشغيل المعبر جاءت بناءً على اتفاق بين حكومة هنية والسلطات المصرية، يقضي بفتح المعبر جزئياً ولمدة ثلاثة أيام، يجري خلالها خروج المرضى والجرحى في ظل نقص الدواء جراء الحصار، وإنهاء أزمة العالقين في الجانبين.
ميدانياً، استشهد المقاوم في كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أسامة محمد الأسطل (23 عاماً)، وأصيب ثلاثة آخرون من رفاقه، في «مهمة عسكرية» في بلدة القرارة شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
إلى ذلك، أعلن مسؤول غربي رفيع المستوى أوّل من أمس، أن التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في قضية رشوة مالية مزعومة لا يؤثر على مساعي الولايات المتحدة لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصل لاتفاق سلام هذا العام، مشيراً إلى أن ما يحدث في إسرائيل «شأن داخلي».
وقال المسؤول الغربي إن الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي سيزور إسرائيل يوم 14 أيار، لن يزور الأراضي الفلسطينية، غير أنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ.