رام اللّه ــ أحمد شاكرغزة ــ رائد لافي
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
رفضت حركة «حماس» أمس ربط التهدئة مع إسرائيل بقضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة جلعاد شاليط، أو أي شروط جديدة، قائلة إن ذلك يعكس «رغبة الاحتلال في تعطيل الجهود المصرية»، فيما استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إبرام الهدنة قبل أسابيع.
وقال القيادي في «حماس» محمود الزهار: «من يظن أن قضية شاليط هي ضمن استحقاقات التهدئة فهو مخطئ»، مضيفاً أن «التهدئة تتطلّب رفع الحصار ووقف العدوان. أما قضية شاليط فلها استحقاقات خاصة وهي الإفراج عن 11 ألف أسير داخل السجون الصهيونية».
وأشار الزهار إلى أن «التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي كانت مبادرة مصرية، استجابت لها حماس والفصائل الفلسطينية لتثبت للعالم أن المسؤول عن دائرة العنف هو الاحتلال الصهيوني». وشدّد على أن «قضية تبادل الأسرى منفصلة تماماً عن التهدئة».
وكان مسؤول إسرائيلي قد أعلن أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت طلب من مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان خلال محادثات في القدس المحتلة أول من أمس، الحصول على ردّ من الفصائل الفلسطينية على هذه الشروط. وأضاف أن أولمرت لن يجمع حكومته الأمنية المصغرة للموافقة على التهدئة قبل أن يحصل على ردود إيجابية.
وفي ما يعكس موقفاً إسرائيلياً رافضاً للتهدئة، أكد وزير الدفاع إيهود باراك، خلال جولة له في مستوطنة يشع حيث قتلت مستوطنة إسرائيلية بصاروخ فلسطيني، إن «الأسابيع المقبلة هي أسابيع حاسمة بخصوص الوضع الأمني في جنوب إسرائيل، حيث سيتقرر عندها إذا ما كان سيجري تصعيد القتال أو التوجه نهو التهدئة». وأقر بأن «ضائقة المستوطنين لن تُحَلّ فوراً». لكنه أضاف: «إن فرض الهدوء في المنطقة لن يستغرق 8 سنوات، ولا سنة واحدة، ولكنه لن يحصل يوم غد».
غير أن مصادر سياسية في القدس المحتلة قدرت أن زيارة عمر سليمان، ستؤدي في نهاية الأمر إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، على الرغم من الخلافات على شروط التهدئة. وتفيد التقديرات أيضاً بأن الأمر يتعلق باتفاق تهدئة تدريجي، يضم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي في قطاع غزة جلعاد شاليط. كما قدرت مصادر سياسية أن اتفاق التهدئة غير مكتوب وسيُطرح في نهاية الأمر أمام المجلس الوزاري المصغر، في المدى القريب.
بدوره، رأى نائب رئيس الوزراء حاييم رامون، خلال لقائه وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس في القدس المحتلة، أن على «دول عربية معتدلة إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة». وأضاف أن «ترك استمرار حماس مسيطرة على غزّة هو خطأ كبير. والسؤال الذي يجب طرحه هو ليس كيف يمكن التعامل معها، بل كيف يمكن إنهاء حكمها؟».
وتابع رامون: «إن حماس جزء من محور الشر بزعامة إيران وسوريا وحزب الله، وهدفها القضاء على دولة إسرائيل»، موضحاً أن «السبب الوحيد الذي يجعل حماس توافق على وقف إطلاق نار هو الضغط الذي تمارسه إسرائيل على غزة».
وأجرى عمر سليمان اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس لإطلاعه على نتائج مباحثاته الأخيرة مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق التهدئة.
وأكدّ عباس حرصه على التوصّل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزّة لإنهاء المأساة الكبيرة التي يعيشها سكان القطاع، معرباً عن أمله أن يعمّ الهدوء في القطاع.
وقال عباس، خلال مشاركته في فعاليات إحياء النكبة في رام الله، إن «السلطة الفلسطينية تسعى للتوصّل من خلال السلام إلى حلّ ينهي معاناة الشعب الفلسطيني»، مشدّداً على جدية الجانب الفلسطيني في التوصّل إلى اتفاق سلام.
وأعرب أبو مازن عن أمله أن يعمّ الاستقرار مختلف المناطق في الضفة الغربية، مشيراً إلى «وجود تقدم وتحسن ملحوظ في الوضع الاقتصادي بعد إقرار الحكومة العديد من الخطط الاقتصادية».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، أمام ممثّلي السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين في رام اللّه، بمناسبة الذكرى الستين لقيام الدولة اليهودية: «أتوجّه إلى شعب إسرائيل لأقول، كيف لكم أن تحتفلوا وشعب فلسطين يئنّ من مستوطناتكم وجرائم مستوطنيكم وحصار دولتكم وممارسات جيشكم الاحتلالية؟».
وفي السياق، أعلن مبعوث السلام للشرق الأوسط، طوني بلير، أن إسرائيل وافقت على تخفيف القيود المفروضة على الحركة والتجارة على الفلسطينيّين في الضفة الغربية، من أجل تعزيز محادثات السلام. وأوضح أن الدولة العبرية ستزيل نقطة تفتيش قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية الأسبوع الجاري، وستزيل أو تغيِّر مكان نقاط تفتيش أخرى، بينها نقطة تفتيش في بيت إيل قرب رام اللّه «في أسرع وقت ممكن».
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن إسرائيل أصدرت أوامر لقيادة الجيش بوقف جميع العمليات الهجومية والاكتفاء بالخطوات الدفاعية في الضفة الغربية، لمناسبة زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إسرائيل، لخلق جو من الهدوء العملي كي لا يشعر بوش بالإحراج. وقال ضباط إسرائيليون إن العمليات الهجومية ستتوقف، بينما تنفذ الاعتقالات بعد الحصول على موافقة قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة.
ميدانياً، استشهد ثلاثة فلسطينيّين، أحدهم توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل عشرين عاماً إبان الانتفاضة الأولى، اسمه ياسر عرفات نصيو (30 عاماً)، ومريضة مسنة جراء الحصار تدعى سامية أحمد الصفطاوي (55 عاماً)، وناشط في كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، تحرير عبد الغفور (27 عاماً)، في غارة جوية إسرائيلية في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة.