بغداد ــ الأخبارتكتُّل سياسي جديد أُعلن عنه في العراق أمس، في سياق ظاهرة طفرة ولادة الأحزاب التي تسبق انتخابات مجالس المحافظات في تشرين الأول المقبل. وجديد هذا التكتّل، يحمل اسم «جبهة البناء والتحرير»، ولد في محافظة صلاح الدين، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، وهدفه استيعاب البعثيين السابقين في الحياة السياسية. وقال الأمين العام للجبهة الجديدة، ضامن عليوي المطلك، في تصريح صحافي، إنّ الجبهة تهدف إلى إعادة كل البعثيّين ومنتسبي الأجهزة المنحلّة ودمجهم بالدوائر الحكومية، «إلا من تلطّخت أيديهم بدماء العراقيّين أو أهدروا المال العام». وعبّر المطلك عن دعم الجبهة للانتخابات، مشدّداً على أنها «تطالب أيضاً بسرعة إجلاء القوات الأميركية عن العراق، وسرعة البناء لإعادة إعمار البلاد من الخراب والدمار الذي لحق بها».
في هذا الوقت، تستأنف اليوم جلسات محاكمة نائب الرئيس العراقي السابق، طارق عزيز، المتهم بقضية إعدام تجّار خلال حكم صدام حسين. ومن بين المتهمين في القضية، بالإضافة إلى عزيز، وزير الداخلية السابق وطبان الحسن التكريتي، ووزير المالية السابق حسين خضير، وعلي حسن المجيد الملقّب بـ«علي الكيماوي»، وعضو مجلس قيادة الثورة السابق مزبان خضر. وأفادت مصادر قضائية بأن عزيز سيمثل أمام الادعاء، من دون حضور فريق الدفاع.
وأكّد الأبن الأكبر لعزيز، زياد، أنّ المحكمة وجّهت لوالده تهمة ثانية تتعلق بتسييس خطب الجمعة إبّان حكم صدّام. وأفاد زياد بأن فريق الدفاع لن يتمكّن من حضور الجلسة بسبب عدم حصول أعضائه، وهم الفرنسي جاك فيرجيس وأربعة محامين إيطاليّين، على تأشيرات دخول إلى البلاد.
إلى ذلك، ذكر بيان صادر عن الرئاسة العراقية أن الرئيس الأميركي جورج بوش أكّد دعمه الكامل للحكومة «في العملية السياسية ومكافحة الإرهاب والمسار الاقتصادي للبلاد»، وذلك خلال لقائه نائب الرئيس عادل عبد المهدي على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ في مصر أوّل من أمس.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية العراقية بأن مباحثات حضرها نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ووزير الخارجية هوشيار زيباري ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي، تناولت «المفاوضات الجارية بين الجانبين للتوصل إلى اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد»، تحدّد الإطار العام للعلاقات بين البلدين ووضعية قوات الاحتلال في بلاد الرافدين. وفي قضية اغتيال أسقف الموصل للطائفة الكلدانية، المطران بولس رحو، عبّر أسقف كركوك للكلدان، المطران لويس ساكو، عن رفض الكنيسة لإعدام المسؤول عن العملية، أحمد علي أحمد. ورأى ساكو أن «حكم الإعدام لا يساعد على تهدئة الأوضاع في العراق». وتابع أنّ «الحكومة لم تبلغ الزعماء الروحيّين للطائفة الكلدانية بذلك القرار (الإعدام)»، كما أنّ «بيان الحكومة (عن الجريمة) يكشف القليل من التفاصيل، وما نزال نجهل دوافع عملية الخطف وما إذا كانت سياسية أو دينية أو إجرامية».
ميدانيّاً، أعلن مسؤولون عسكريون عن اعتقال 118 شخصاً في أنحاء متفرقة من بلاد الرافدين، معظمهم في محافظة نينوى الشمالية، ومن بينهم المسؤول العسكري في «دولة العراق الإسلامية»، عبد الخالق عويد السبعاوي.
وسقط نحو عشرة عراقيين بأعمال عنف في مختلف أنحاء البلاد، بينهم ضابطان رفيعا المستوى في الشرطة والجيش. وعثرت الشرطة على خمس جثث في بغداد والموصل.