القاهرة ــ الأخباروقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد عثمان محمد الأغبش، إن «الجيش منتشر في سائر أنحاء أبيي منذ وقع الهجوم هذا الصباح». وأضاف أن «القوات المسلحة لا تزال تتصدى للهجوم، وقد تكبدت عدداً من الشهداء، كما استشهد ضباط في لجنة المراقبة الدولية لوقف إطلاق النار».
بدوره، قال نائب المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في السودان، كويدر زروق: «لقد بدأت المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الجنوبيين السابقين باكراً أمس، واستمرت زهاء خمس ساعات على الأقل».
وأشار عاملو الإغاثة إلى أن مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان، هم الذين بادروا على ما يبدو إلى الهجوم على مدينة أبيي، التي تخضع لسيطرة الجيش السوداني. وبثت قناة «الجزيرة» الفضائية مشاهد التقطت في أبيي بعد أعمال العنف التي شهدتها الأسبوع الفائت، أظهرت أنقاض منازل ومتاجر يتصاعد منها الدخان، بالإضافة إلى مبانٍ مهدمة.
وأخلت فرق الإغاثة الدولية الأسبوع الفائت كل موظفيها المدنيين من المدينة إثر معارك استمرت أياماً بين القوات الحكومية ومقاتلي الجيش الشعبي.
وفي الخرطوم، عزت السفارة الأميركية جذور الأزمة إلى عدم قدرة الأطراف في اتفاق السلام على تطبيق بروتوكول أبيي، داعية إلى الوقف الفوري للقتال. أما مصر فأعربت عن قلقها البالغ إزاء تفجر الأوضاع الأمنية في أبيي، وطالبت كلاً من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بضبط النفس والعمل على الاحتواء الفوري للمواجهات العسكرية العنيفة التي يشهدها الإقليم.
ودعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في بيان، أهالي الإقليم بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم والأطراف المسلحة المنخرطة في المواجهات الحالية إلى تحكيم صوت العقل وحقن الدماء، مؤكداً أن «الحل الوحيد للأزمة يتمثل في الحوار والحلول التوفيقية، وأنه لا مجال على الإطلاق لفرض الأمر الواقع من جانب أي طرف على الطرف الآخر».
يشار إلى أنه رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على التوصل إلى اتفاق سلام بين الشمال والجنوب عام 2005 لإنهاء عقود من الحرب الأهلية، لم يتفق الجانبان بعد على القضايا المتعلقة بالحدود. وكانت هذه الاتفاقية قد منحت القسم الجنوبي فترة انتقالية مدتها ست سنوات تنص على تمتعه بحكم محلي والمشاركة في حكومة وحدة وطنية حتى عام 2011 الذي سيقرر فيه الجنوبيون مصيرهم في استفتاء، على أن تتبعهم أبيي في تنظيم استفتاء مستقل يقرر فيه سكانها إذا ما كانوا يريدون الإبقاء على النظام الإداري الخاص الذي يتمتعون به حالياً في ظل سيادة حكومة الشمال عليهم أو الانضمام إلى الجنوب.
على صعيد آخر، أفادت مصادر دبلوماسية سودانية في القاهرة لـ«الأخبار» بأن القوات الحكومية السودانية تستعد لتضييق الخناق على زعيم حركة «العدل والمساواة» المتمردة في غرب العاصمة السودانية الخرطوم إبراهيم خيل، وتوقعت المصادر اعتقال إبراهيم في وقت لم تحدده، علماً بأن السلطات السودانية اعتقلت ثلاثة من المشتبه في انتمائهم للحركة بعد اشتباكات محدودة في ضاحية أم درمان في غرب الخرطوم التي هاجمها متمردو دارفور في وقت سابق هذا الشهر.
وكان متمردون من حركة «العدل والمساواة» قد هاجموا الخرطوم في العاشر من الشهر الجاري. وللمرة الأولى خلال عقود من الحرب الأهلية، وصل متمردون من أطراف السودان بالقتال إلى أبواب الخرطوم.