دمشق تؤكّد تلقّي ضمانات باستعادة الجولان وترفض الشروط المسبقة
علي حيدروقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، إن إسرائيل «تعتزم إجراء مساري مفاوضات (السوري والفلسطيني) موازيين من دون أن يكون أحدهما على حساب الآخر». وبرّر إجراء المفاوضات في هذه المرحلة بأنه نتيجة حدوث «تطوّر في الموقف السوري»، واصفاً انطلاقتها بأنها «تاريخية».
وأضاف أولمرت، لصحيفة «يديعوت احرونوت»، أن «مفاوضات السلام مع سوريا أهم من كل الشائعات والتحقيقات» ضده بشبهة حصوله على رشى مالية. وكرر أن «السوريين يعرفون ماذا نريد ونحن نعرف ماذا يريدون».
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الطريق للوصول إلى اتفاق سلام مع سوريا بأنها «لا تزال طويلة» وأن «الجانبين» يدركان أنهما «سيجبران على تقديم تنازلات مؤلمة». ورغم إقراره بأهمية «إخراج سوريا من دائرة العداء لإسرائيل»، شدد باراك على أن إسرائيل «ينبغي أن تبقى يقظة، لأن السلام يمكن تحقيقه فقط من موقع القوة».
بدورها، كررت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، خلال لقائها مع نظيرها الفرنسي، الموقف التقليدي المعلن لإسرائيل بكونها تريد السلام مع جيرانها. وشددت على الشروط الإسرائيلية للاتفاق مع سوريا التي عليها «أن تفهم أنها ستكون ملزمة بالانفصال عن إيران وحزب الله وبقية المنظمات الإرهابية». ووصفت العلاقات بين سوريا وإيران بأنها «مثيرة للمشاكل».
أما رئيس المعارضة وحزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، فشن هجوماً عنيفاً على أولمرت، على خلفية المفاوضات مع سوريا. ودعا الأحزاب السياسية إلى العمل على تقديم موعد الانتخابات. وقال، في اجتماع لحزبه، إن «أولمرت الغارق في التحقيقات ليس مخوّلاً من الجمهور إجراء مفاوضات مصيرية على مستقبل إسرائيل». واتهم أولمرت بأنه اختار الوقت المناسب لإعلان المفاوضات لصرف النظر عن التحقيقات الجارية ضده. وقال إن الانسحاب من الجولان «يمثّل خطراً على إسرائيل، لأن سوريا هي جزء من محور الشر، ويحوله إلى قاعدة متقدمة لإيران تهدد إسرائيل».
في هذا الوقت، اتجهت الأنظار إلى مصير الائتلاف الحكومي في أعقاب إعلان المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية مع ظهور مشكلتين أساسيتين لأولمرت تتمثلان بـ«ليكوديي» حزب «كديما»، بالإضافة إلى كتلة «شاس» التي أعربت عن معارضتها للمفاوضات بشأن الجولان، رغم أنها لم توجه أية تهديدات بحل الائتلاف الحكومي.
ويُفترض أن يواجه الائتلاف الحكومي الاثنين المقبل أول امتحان له في موضوع الجولان بالتصويت على اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة التي قدمها «إسرائيل بيتنا» وحزب «الليكود». ولم يتمكن عضو الكنيست إيلي غباي عن «كتلة الاتحاد القومي ـــــ المفدال» من الحصول إلا على توقيع 57 عضو كنيست يؤيدون سن قانون يتضمن أن أي انسحاب من الجولان يوجب غالبية 80 مقعداً، فيما أظهرت بعض استطلاعات الرأي أن 89 في المئة من اليهود يعارضون انسحاباً كاملاً من الجولان، فيما وافق 11 في المئة منهم على ذلك.
ونقلت وكالة «يو بي آي» عن وزير الخارجية التركي علي باباجان قوله إن سوريا وإسرائيل توصلتا إلى «أساس مشترك» خلال المفاوضات غير المباشرة بين وفديهما طوال ثلاثة أيام، مشيراً إلى أن هذه المحادثات ستستمر دورياً وتتحول إلى مباشرة عند الحاجة.
ورفض باباجان الإفصاح عن المواضيع التي تناولتها المفاوضات، مشيراً إلى أن المبدأ الأساسي يقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام، والسلام مقابل الأرض». ولفت إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين ستستمر في إسطنبول ما لم تقرر الدولتان عقدها في بلد آخر غير تركيا.
في المقابل، قال وزير الإعلام السوري، محسن بلال، لقناة تلفزيون «الجزيرة»: «نحن تسلمنا التزامات ورسائل من الحكومة الإسرائيلية ومن رئيس الحكومة الإسرائيلية يضمنون فيها عبر الأصدقاء الأتراك أنهم يعلمون ماذا يريده السوريون». وأضاف: «إنه يعلم تماماً أن الجولان كاملاً سيعاد إلى السيادة السورية وأن إسرائيل ستنسحب إلى خطوط الرابع من حزيران 1967».
وفي تعليق على المطالب الإسرائيلية بفك التحالف مع إيران، قال بلال إن «عملية السلام لا تستدعي شروطاً مسبقة. هذه الشروط سلفاً مرفوضة، واصطلاح التنازل المؤلم أيضاً مرفوض لأن السوريين يطلبون حقهم».
وتلقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، اتصالين هاتفيين من وزير الخارجية الإسباني ميغل أنخيل موراتينوس والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تناولا الوضع اللبناني والمفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية.