أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أنّ المرجع علي السيستاني «يؤيّد الدولة»، في إشارة إلى دعم الحملات الأمنية للحكومة ضد المسلّحين، وخاصّة «جيش المهدي».وردّاً على سؤال عن رأي المرجعية بالعمليات الأمنية في العراق، قال المالكي إنّ «المرجعية بشكل عام تؤيّد الدولة، وحينما يطرح عليها شيء فهي تقول إنّ ما تقوم به الدولة وفق مصلحة العراقيين أمر مقبول». وأشار رئيس الوزراء، بعد لقائه السيستاني في النجف، إلى أنّ السياسيّين الذين يقصدون المرجع الشيعي «يجدون أن همّه هو العراق، فهو دائماً يوصي بهيبة الدولة وحصر السلاح بيدها، والدفاع عن المظلومين والمحرومين».
كما لفت مستشار المالكي، ياسين مجيد، إلى أنّ رئيس الحكومة «أطلع مرجعية النجف على بنود الاتفاق المتوقّع عقده بين الولايات المتحدة والعراق». ونفى المتحدث باسم الحكومة، علي الدباغ، أي صلة بين زيارة المالكي للنجف، والتشكيلة الوزارية المنوي الإعلان عنها قريباً في ضوء قرار «جبهة التوافق» بعودة وزرائها إلى الحكومة.
في هذا الوقت، أشار قائد قوات الاحتلال في العراق، دايفيد بترايوس، إلى احتمال خفض جديد للقوات الأميركية بحلول أيلول المقبل، تاريخ خروجه من منصبه وتسلّمه القيادة الأميركية للمنطقة الوسطى التي تضمّ الشرق الأوسط.
وقال بيترايوس، خلال جلسة استماع أمام الكونغرس عن خططه في منصبه الجديد، «أشعر بأنني سأكون قادراً على رفع توصية في ذلك الوقت (أيلول) لخفض إضافي» في عدد القوّات، من دون أن يحدّد الحجم المحتمل لهذا الخفض. وأشار إلى أنّ «الوضع الأمني يشهد تحسّناً مستمراً رغم انسحاب ثلاثة ألوية من أصل خمسة»، من التعزيزات التي استقدمت عام 2006. لكنّه لحظ إمكان تأجيل الانتخابات المحلية (المقرَّرة في تشرين الأوّل المقبل) شهراً واحداً، من دون ذكر الأسباب.
وبشأن التقارير عمّا تسمّيه واشنطن «المنشآت النووية» في سوريا، أشار الجنرال الأميركي إلى أهمية «إقناع دمشق بأن إطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة، وتقديم المأوى للإرهابيين وتهديد الاستقرار في لبنان ليس من مصلحتها». وعبّر عن أمله بأن تؤدي مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل (التي ترعاها تركيا) إلى «خطوة إيجابية».
وفي السياق، رأى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن واشنطن تشهد الآن «المرحلة الأخيرة من العمليات» العسكرية في بلاد الرافدين. لكنه حذّر، في خطاب أمام أفراد القوات الخاصة في فلوريدا، من أن «يؤدي الاستياء بشأن بطء العملية ومن التضحيات التي قدمت حتى الآن إلى قرارات قد تكون مرضية على المدى القصير، لكن مكلفة جداً بالنسبة إلينا على المدى الطويل»، في إشارة إلى مطالبة الديموقراطيين بالانسحاب من بلاد الرافدين.
ميدانياً، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحقّ المدنيين شمال العراق، حيث أعلنت الشرطة عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم طفلان، في قصف جوي استهدف سيّارتين قرب مدينة بيجي. كذلك قُتل صحافيّان في حادثين منفصلين، سقط أحدهما برصاص القوات الأميركية.

(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي أي)