رام الله ــ أحمد شاكرولم يتردد مسؤولون في «فتح» في الاجتماع أكثر من مرّة مع محمود عباس لإبلاغه سخطهم من تعامل فياض وحكومته مع الحركة، وخشيتهم من أن يسيطر على كرسي الرئاسة بعد انتهاء ولاية أبو مازن بداية العام المقبل. ويردّ عباس بحزم على الأصوات «الفتحاويّة»، وهو ما يرجعه مسؤولون في «فتح» إلى ضغط أميركي وأوروبي على أبو مازن لمنع أي تدخّل من جانب الحركة في حكومة فياض.
وقال هؤلاء لـ«الأخبار»، إن «فياض شكا للإدارة الأميركية والأوروبيين تصرفات حركة فتح معه، وهو ما دفعهم إلى الطلب من عباس عدم الضغط على فياض والوقوف بحزم أمام تدخلات فتح في حكومته حتى لا تخسر السلطة الدعم المالي الكبير الذي تحظى به الحكومة».
وأشار قياديو «فتح» إلى أن بعض نواب الحركة هدد بطرح الثقة بحكومة فياض ومساءلتها إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم. وهددوا بالقيام بإجراءات احتجاجية أخرى إذا رفضت الحكومة الاستجابة لمطالبهم، لكنهم تراجعوا عن ذلك بعد تأكيد عباس أن الحكومة حكومته «ولا أحد يستطيع تغييرها أو تعديلها من دون رضى رئيسها فياض».
ويقول مسؤولون في السلطة إنهم متأكدون من أن فياض سيرشّح نفسه لانتخابات الرئاسة المقبلة عقب انتهاء ولاية أبو مازن، وهو سيصل حتماً إلى كرسي الرئاسة لاعتقاد الشعب الفلسطيني بأن يده نظيفة، وأنه يستطيع تسيير أمورهم أكثر من غيره من ناحية الدعم المالي والدولي والعربي.
ويشير وزير في حكومة فياض، رفض ذكر اسمه لـ«الأخبار»، إلى أن «انتقادات حركة فتح للحكومة هامشية وحزبية فقط، ولا تلمس المخاطر الاقتصادية التي أنقذ فياض المجتمع الفلسطيني منها». ويوضح أن فياض رفض أكثر من مرة أن تطعّم حكومته بقيادات من «فتح»، وقال مازحاً: «لا نريد خسارة الضفة الغربية كما خسرنا غزة». ولمّح إلى أن فياض سيعلن استقالته إن تعرّض لضغوط إضافية من حركة «فتح» لتطعيم حكومته بقيادات منها.