لليوم الثاني على التوالي، تتالت المواقف العربيّة والدوليّة المرحّبة بـ«اتفاق الدوحة» الذي توصّلت إليه الأطراف اللبنانيّة قبل يومين، مع تشديد معظم التصريحات والبيانات، من عمّان إلى لندن والقاهرة وموسكو وبغداد، على ضرورة الانتقال بالاتفاق إلى التطبيق الكامل.أمّا الأبرز في موجة المواقف هذه، فكان كلام وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، الذي سيلتقي قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وأشار فراتيني إلى أنّ المطالبة بنزع سلاح حزب اللّه «ستتجدّد بعد تبلور الأسس الدستورية في لبنان». ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية عنه قوله، في حديث مع صحيفة «لاستامبا»، إنّه «في أعقاب تبلور الأسس الدستورية في لبنان وتأليف حكومة وحدة وطنية، فسيكون بالإمكان طلب نزع سلاح ميليشيا حزب الله والعمل على تنفيذه في أسرع وقت ممكن».
وفي السياق، شدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في اتصال هاتفي، على «ضرورة تكريس جهود جميع الدول الإسلامية والأطراف اللبنانية للحفاظ على اتفاق الدوحة».
وأشاد نجاد بدور قطر في تحقيق الاتفاق، بينما أعرب الشيخ حمد عن شكره وتقديره لجهود إيران «المنصبّة على إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، ومنها لبنان».
وكان نجاد دعا في وقت سابق أمس القوى اللبنانية المعارضة والموالية إلى إنجاح التسوية.
أما في موسكو، فقد رحّب المتحدث بالوكالة باسم وزارة الخارجية الروسية، بوريس مالاخوف، بالاتفاق، مشدّداً على ضرورة «الانتقال إلى ترجمته بكل جوانبه»، وعلى أهمية نيله دعم كل الأطراف الخارجية والإقليمية.
كذلك رحّبت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها دايفيد ميليباند، باتفاق الدوحة، ورأته «خطوة إلى الأمام». وقال ميليباند، في بيان، «من المهمّ الآن تطبيق هذا الاتفاق، وأناشد جميع الأطراف انتهاز هذه الفرصة لكي يتخطى لبنان حالة الجمود التي أضرّت به لفترة طويلة».
من جهته، جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، في بيان تلقّت «الأخبار» نسخة منه، التأكيد أنّ بلاده «مستمرّة في التزامها بدعم لبنان بكل مكوّناته».
وأبلغ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط هذا التعهّد في اتصالات هاتفيّة بكل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط. ونوّه أبو الغيط بالتأكيدات التي وردت بالاتفاق الخاصة بعدم اللجوء إلى السلاح لحسم أي خلافات سياسية.
ورحّب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي باتفاق الزعماء اللبنانيين، ووصفه بأنه «انتصار للبنان واللبنانيين».
ترحيب فلسطيني آخر عبّر عنه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، جاء في بيان كشف عن أنّه أجرى اتصالات مع كل من أمير قطر ورئيس الوزراء حمد بن جاسم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. كما دعت حركة «الجهاد الإسلامي» الأطراف العربية التي شاركت في حلّ الأزمة اللبنانية إلى «العمل الفوري لحلّ الأزمة الداخلية في فلسطين».
إلى ذلك، أكّد الملك الأردني عبد الله الثاني دعم عمّان للاتفاق اللبناني ـــ اللبناني، معرباً عن أمله بأن يمثّل «صفحة جديدة» في العلاقات بين القوى السياسية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)