strong>أعربت إسرائيل أمس عن امتعاضها من أداء قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، متقدمة بشكوى ضده إلى الأمم المتحدة ادّعت فيها أنه يتغاضى عن نشاط حزب الله، في وقت تحدثت فيه تقارير الاستخبارات الإسرائيلية عن مواصلة الحزب تعزيز ترسانته الصاروخية المستقدمة من سوريا وإيران
حيفا ـ فراس خطيب
أفادت صحيفة «هآرتس»، أمس، بأن «إسرائيل قدمت شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وإلى قائد قوة حفظ السلام في نيويورك، ضد كل من قائد قوات اليونيفيل كلاوديو غراتسيانو والمستشار السياسي للقوة الدولية ميلوش شتروغر، تحتج فيها على ما ورد في مقابلة صحافية للأخيرين تجاهلا فيها خروق القرار 1701 من جانب حزب الله».
وقالت الصحيفة إن «المسؤولَين الدوليَّين أجريا مقابلة مع صحيفة لبنانية تحدثا فيها عن إنجازات قوات الطوارئ، فشدد غراتسيانو على أن الخروق الوحيدة للقرار الدولي كانت من جانب إسرائيل بسبب استمرار تحليق طائراتها الحربية في الأجواء اللبنانية، فيما رأى شتروغر أن الوضع في جنوب لبنان هادئ تماماً، وأن حزب الله منظمة اجتماعية وينشط عبر الجمعيات الخيرية».
ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله «إن غراتسيانو تجاهل بصورة مطلقة شكوى إسرائيل من عودة حزب الله إلى ممارسة نشاطه في منطقة جنوب الليطاني»، بينما قال مصدر آخر إن «هذه الأمور تظهر كيفية تعامل اليونيفيل مع صلاحيتها وماهية الوضع في جنوب لبنان».
وقالت الصحيفة إن «القلق الإسرائيلي متأتّ من التعليمات الجديدة التي أصدرها غراتسيانو إلى قواته في ضوء الحوادث التي وقعت جنوب لبنان»، مدعية أن الحزب في إحداها اصطدم بقوات «اليونيفيل» و«منعهم من تصوير عناصره واستولى على أجهزة التصوير، فقام قائد القوات الدولية على إثر ذلك بإصدار أوامر بالتوقف عن تصوير نشاطات حزب الله».
وفي السياق، اتهم رئيس دائرة الدراسات في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد يوسي بايداتس سوريا بمواصلة تمرير أسلحة بكميات كبيرة إلى حزب الله، مشيراً إلى أن جزءاً من هذا السلاح يصل إلى جنوب لبنان.
وقال بايدتس، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أمس، إن «سوريا تحرص على تعزيز قدرات حزب الله وإن الحزب يواصل بناء قوته الصاروخية، التي تصل من سوريا وإيران، في كل من جنوبي النهر وشماليه». ومن المقرر أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية غداً لبحث التطورات في لبنان في أعقاب اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس جمهورية جديد، وما وصفته دوائر إسرائيلية بأنه «تزايد قوة حزب الله» جراء ذلك.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قررت تعزيز إجراءات الحماية لكبار الضباط في إطار التخوف من قيام حزب الله بتنفيذ عملية انتقاماً لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية. وقالت الصحيفة إن الإجراءات الجديدة تشمل تكثيف الحراسة حول بيوت كبار الضباط وكذلك إرشادهم على كيفية التصرف في الأماكن العامة وتواجدهم في أماكن مكتظة بالناس.
وبحسب الصحيفة، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتخوف من محاولة الحزب استهداف ضباط كبار في الجيش بواسطة شبكات فلسطينية، مشيرة إلى أن قرار تعزيز إجراءات الحماية للضباط برتبتي لواء وعميد اتخذ في أعقاب تقدير متجدد للوضع يتعلق بتهديدات حزب الله.
ورجحت «معاريف» أن يكون من بين الضباط الموجودين افتراضاً على لائحة الاستهداف قائد الفرقة 80، يوئيل ستريك، وقائد فرقة غزة، تشيكو مناشيه، وقائد فرقة الجليل، عماد فارس، وقائد فرقة الضفة الغربية، نوعام تيفون.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن «كل ضابط برتبة عميد هو شخصية رفيعة بالنسبة للمنظمات الإرهابية»، مشيراً إلى قدرة الشبكات التي تمتلكها هذه المنظمات في الوصول إلى كل مكان، ولذلك، «فإن لا أحد يعتزم المخاطرة».
وتتضمن الإجراءات التي استحدثت حول بيوت الضباط تركيب كاميرات تصوير وأجهزة إنذار وتعزيز الإنارة وغير ذلك.