القاهرة ــ الأخبار جريمة غامضة صدمت سكان القاهرة مرتين؛ أولاً لأنها تمت بطريقة أقرب إلى أفلام السينما، وثانياً لأن جميع الضحايا من أقباط مصر. تمّت الجريمة في وضح النهار عندما توقفت دراجتان بخاريتان تحملان أربعة أشخاص، تحرك ثلاثة منهم باتجاه محل بيع مجوهرات «كليوباترا» في منطقة الزيتون شرق القاهرة.
وبحسب شهود عيان، بدأوا جميعاً بإطلاق النار من مسدساتهم باتجاه صاحب المحل مكرم عازر جميل وثلاثة من العاملين في المحل، توفي منهم ثلاثة على الفور، ولحق بهم الرابع بعد أقل من ساعتين. وأكد الشهود أن القتلة ليسوا من أهل المنطقة، وفروا بسرعة شديدة.
عدم سرقة أموال أو مجوهرات من المحل أضفى غموضاً على الجريمة، وأقلق البعض من أن يكون الحادث رسالة سياسية من جماعة أصولية إسلامية تثير فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين. موقع الجريمة أكبر من رسالة سياسية، لأن الزيتون من مناطق التجمعات المسيحية وعلى بعد خطوات من موقع جريمة كنيسة العذراء الشهيرة، التي قالت الكنيسة المصرية إنها شهدت معجزة ظهور السيدة العذراء عام ١٩٦٨.
وقع الحادث قرب بيت رجل أعمال شهير يعرف بقربه من البابا شنودة الثالث. كما أن راعي كنيسة الزيتون هو القس بطرس بطرس جيد ابن شقيق البابا نفسه.
تحركت أجهزة الأمن سريعاً. ورغم أن التحريات الأولى قالت إن الجريمة جنائية بعدما وصلها أن سمعة القتيل سيئة في المعاملات التجارية. لكن لماذا لم يُكتفى بصاحب المحل؟ السؤال دفع إلى البحث في الجريمة السياسية من جديد، فأعلنت حالة تأهب قصوى في المنطقة المحيطة.
لم يحسم نوع الجريمة بعد، وإن كان استقبالها قد ارتبط بالصراع السياسي في مصر، إذ تحركت نظرية المؤامرة الجاهزة ورأت أنها جريمة مدبرة من النظام نفسه.