Strong>تراشقت كل من واشنطن وطهران في اليومين الماضيين كرات النار الكلامية، وتوعّد الجيش الإيراني بالردّ على أي اعتداء بقوّة وبطرق غير متوقعة، عقب التلويحات الأميركية المتتالية باستخدام الخيار العسكري ضدّ البرنامج النووي الإيراني، ما يعزّز من فرضية «الصيف الساخن» الموعود
قال وكيل رئيس الأركان العامة للقوّات الإيرانية المسلّحة، اللواء غلام علي رشيد، في كلمة أمام ملتقى مسؤولي الدوائر السياسية في الجيش الإيراني، إنّ «القوّات الإيرانية والحرس الثوري سيعتمدان أساليب مفاجئة وتحرّكات إبداعية غير قابلة للتكهن، وسيصفعان أميركا بقوّة إذا ما أرادت الاعتداء عليها (إيران)». وأوضح رشيد أنّ بلاده «حالت دون نشوب ستة حروب منذ نهاية الحرب المفروضة عليها حتى الآن»، في إشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية (1980 ــــ 1988)، عازياً ذلك إلى ما وصفه «القيادة الحكيمة لقائد الثورة وأساليب القادة والخبراء العسكريين». وشدّد على عدم رغبة بلاده في خوض الحرب، وسعيها الدؤوب إلى تجنّب أي حرب مستقبلية عليها رغم كل التهديدات والاستفزازات التي تتعرّض لها منذ حوادث الحادي عشر من أيلول عام 2001 والاحتلال الأميركي لأفغانستان. وتوعّد رشيد «الأعداء» بملاقاة الفشل عند تنفيذ تهديداتهم «بفضل تضامن الشعب الإيراني ووحدته». وتطرّق إلى القدرة الدفاعية لدى الجيش وقوّات حرس الثورة «الكبيرة للغاية»، قائلاً إنّ «هاتين القوتين ستوجّهان الضربة القاضية للمعتدي الذي يريد الهجوم على الوطن».
وكان السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، قد جدّد أول من أمس تأكيده أنّ الخيار العسكري ضدّ إيران على خلفية برنامجها النووي يبقى ملاذاً أخيراً، بعدما فشل الغرب في خيار قلب نظام الجمهورية الإسلامية.
وقال بولتون «خمس سنوات من المفاوضات الفاشلة مع إيران بشأن برنامجها النووي لم تترك سوى خيارين اثنين للتعامل مع القضية، هما تغيير النظام واستخدام القوّة». وأضاف «استخدام القوة العسكرية خيار غير محبّب مطلقاً، ولن يستخدم سوى كملاذ أخير»، مفصحاً عن أنّه يفضل «خيار تغيير النظام الإيراني، ولا سيما أنّ عناصر تغييره حاضرة في إيران، وتتمثل في أن الاقتصاد يواجه صعوبات، وقد يرى الإيرانيون الشباب احتمالات لحياة مختلفة، إضافة إلى وجود توترات عرقية في البلاد». ولفت إلى أنّ «الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلا ما يكفي لإحداث التغيير المطلوب». وتابع المسؤول الأميركي السابق «تمنيت لو كانت لدينا سياسة أكثر نشاطاً قبل حوالى خمس سنوات».
أما وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، التي تحضر مؤتمراً دولياً بشأن العراق في العاصمة السويدية، فرأت من ناحيتها، أن «الأبحاث المزعومة» عن الرؤوس الحربية النووية لإيران، لا زالت مصدر قلق، وأشارت إلى أنّه يتعيّن على طهران أن تقدّم معلومات وافية بشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرّية الذي صدر أخيراً، ورأى أنّ الجمهورية الإسلامية لم تقدّم المعلومات الوافية المتصلة بتجارب نووية سابقة محتملة ذات طابع عسكري.
من جهتها، طلبت البعثة الإيرانية لدى وكالة الطاقة أن تتعامل الوكالة مع برنامجها النووي من الآن فصاعداً «بطريقة روتينية»، لأنّ إيران أجابت عن ست قضايا حتى الآن، ولأنّ مفتش الوكالة يقول عن البرنامج إنّه سلمي، وذلك من خلال بيان صحافي رفعته إلى الوكالة أول من أمس لشرح موقفها من التقرير.
كما أكّدت البعثة الإيرانية أنّ «إيران لطالما التزمت المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية، وتعاونت تماماً مع الوكالة ومفتشيها». إلاّ أنّ البيان لم يذكر ما أوردته وكالة الطاقة تحديداً في ما يتعلّق بإخفاء معلومات عن علاقة ببرنامج عسكري نووي محتمل.
إلى ذلك، أفادت وكالة «مهر» للأنباء أن ستة عناصر من الحرس الثوري الإيراني قُتلوا في معارك مع متمردين أكراد من حزب الحياة الحرة الكردي المعارض «بيجاك»، في منطقة زردشت الواقعة في أذربيجان الغربية عند الحدود مع العراق، فيما قُتل اثنان من حرس الحدود في انفجار ألغام في شمال غرب إيران زرعها «مناهضون للثورة».
وقُتل تسعة متمرّدين أكراد بينهم خمس نساء من أعضاء «بيجاك» في اشتباكات مع قوات الأمن في قرية غونباد بالقرب من مدينة أوروميه محافظة أذربيجان الغربية.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)