بعد أقل من أسبوع على تعهّد قدمته إسرائيل لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأحد الماضي، ادّعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إزالة 50 حاجزاً ترابياً في الضفة الغربية، إلا أن السلطة والمراقبين الأميركيين لم يؤكدوا ذلك.وأعلن مسؤول أمني فلسطيني أنه يمكنه تأكيد «إزالة ثلاثة على الأقل من الحواجز الترابية بالقرب من مدن رام اللّه وأريحا وطولكرم». وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن «من الصعب تقويم» آثار إزالة حواجز الطرق أو تأكيد إزالتها، لأن إسرائيل لم تقدّم لواشنطن أو للفلسطينيين خريطة تبيّن مواقع العوائق المقامة من أكوام الأتربة».
ومع امتناع بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية عن الإفادة بمكان هذه الحواجز، ووقت إزالتها، أوضح المسؤول الأميركي قائلاً: «طلبنا خريطة، وحسب علمي طلب الفلسطينيون واحدة»، مضيفاً: «هدفنا هو التحقّق مما حدث على الأرض»، إلاّ أنه «ليس لدينا حتى الآن المعلومات لكي نفعل ذلك».
وفي السياق، أبلغت النيابة العامة الإسرائيلية المحكمة العليا، أن السلطات لن تخلي ست بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية صادقت الحكومة على إخلائها، قبل التوصل إلى اتفاق مع قادة المستوطنين، وأن النية تتجه نحو إخلاء خمس بؤر كهذه فقط.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن تبليغ النيابة جاء في سياق نظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، طالبت فيه بإلزام الحكومة تنفيذ قرارها بإخلاء البؤر الست.
وأعلنت النيابة العامة بالاستناد إلى تقرير المستشار القضائي لوزارة الدفاع، إن وزارة الدفاع تعتزم تمديد أمر إخلاء البؤر الست لمدة سنة إضافية، الأمر الذي قد يدفع المحكمة إلى رد الالتماس ثانية، بادعاء منح «فرصة» لتوصل الحكومة والمستوطنين إلى اتفاق على إخلاء البؤر المذكورة طواعية.
في هذا الوقت، علّق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، للإذاعة الفلسطينية الرسمية على موضوع الاستيطان، مؤكداً أن «السلطة الفلسطينية لا تستطيع مواصلة المفاوضات والسير فى عملية سلام في ظل خداع إسرائيلي، وإدارة أميركية لا ترغب بالقيام بشيء»، مطالباً «بوقف المفاوضات مع إسرائيل رداً على قرار إسرائيلي جديد بتكثيف النشاط الاستيطاني».
وأضاف عبد ربه أنه «إذا لم تكن الولايات المتحدة قادرة على وقف المستوطنات الإسرائيلية، فلن يمكنها إحلال السلام». وأشار إلى أنه يتعين على السلطة الفلسطينية أن «تخلق أزمة كبيرة موازية لتلك التي أوجدتها إسرائيل، ويجب علينا أن نبدأ بالقول كفى، إننا غير قادرين على الاستمرار في المفاوضات السياسية».
وعن مؤتمر موسكو، قال المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل شعث، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن مؤتمراً عن الشرق الأوسط قد يعقد في حزيران المقبل في العاصمة الروسية، التي سيزورها عباس في 19 نيسان المقبل.
وأوضح شعث أنه «لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي وننتظر أن تنتخب الولايات المتحدة رئيساً جديداً. ولقاء موسكو هو الفرصة الوحيدة لإحياء العملية التفاوضية قبل انتخاب رئيس أميركي جديد». وأضاف: «لا أظن أن موعد انعقاد المؤتمر سيعلن خلال زيارة عباس إلى موسكو».
ميدانياً، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في غزة، استشهاد مريض هو جميل الحلبي (30 عاماً)، لمنع سلطات الاحتلال إياه من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.
وأصيب سبعة فلسطينيين بينهم مقاومون بجروح، واعتقلت قوات الاحتلال 19 فلسطينياً بينهم أطفال، في عمليتي توغل محدودتين في بلدتي القرارة وبيت لاهيا في جنوب القطاع وشماله.
وفي الضفة، اعتقل الجيش الإسرائيلي 6 فلسطينيين خلال حملة دهم في الضفة الغربية بدعوى أنهم «مطلوبون».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)