دار سجال غير مباشر خلال اليومين الماضيين، بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري. سجال بدأه الظواهري عندما وصف المنظمة الدولية بأنها «عدوة الإسلام والمسلمين، لأنّها قوننت وشرّعت إنشاء دولة إسرائيل والاستيلاء على أراضي المسلمين، وهي التي قوننت الوجود الصليبي في أفغانستان عبر مؤتمر بون، وقنّنت الوجود الصليبي في العراق عبر قراراتها المختلفة». كلام المسؤول في «القاعدة» ورد في تسجيل صوتي بثّته أوّل من أمس شركة «انتلسنتر» الأميركية المتخصّصة في مراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت. بينما ردّ بان صدر عن متحدث باسمه يرافقه في بوخارست.
وبحسب المتحدث الأممي، فإنّ «الأمين العام أبلغ موظّفي الأمم المتحدة في رومانيا بأنّ اتهامات القاعدة خاطئة تماماً وغير مقبولة». ونقل المتحدّث عن بان قوله «يجب أن يُنظَر إلى الأمم المتحدة على أنها صديقة للمسلمين».
وكان الظواهري قد دافع عن الهجمات التي استهدفت مكاتب المنظمة الدولية في العاصمة الجزائرية قبل نحو 3 أشهر، وأدت إلى مقتل 41 شخصاً، بحجّة أنّ هؤلاء «لم يكونوا أشخاصاً أبرياء».
كما أكّد القيادي المصري في التنظيم الإسلامي أنّ أسامة بن لادن «بخير»، ووصف تقارير تتحدّث عن أنّه مريض بأنّها «كاذبة». ودعا إلى شنّ هجمات على اليهود قائلاً: «نعد إخواننا المسلمين بأننا سنسعى بأقصى ما نستطيع لأن ننزل الضربات باليهود داخل إسرائيل وخارجها بعون الله وتوفيقه». ولفت إلى أنّ «القاعدة» سيتحول إلى قتال إسرائيل بعد «الانتصار» في الحرب في العراق، حيث «بدأت الولايات المتحدة بالانهيار».
وعن هذا «الانهيار»، قال الظواهري «لا شكّ في أن الانهيار الأميركي قد بدأ وانتهت أسطورة القطب الأوحد، وقد كانت غزوتا نيويورك وواشنطن (هجمات 11 أيلول) علامتين فارقتين في هذا الانهيار. ولكنّي أنبّه إلى أن انهيار الإمبراطوريات لا يأتي في لحظة واحدة، بل قد يستغرق عقوداً، وانهيار الاتحاد السوفياتي أقرب مثال على ذلك».
وجدد الظواهري دعوات تنظيمه إلى المسلمين لإطاحة الحكومات المتحالفة مع الغرب، ومهاجمة المصالح الغربية والإسرائيلية، وخصّ بالذكر المسلمين في مصر، داعياً إياهم إلى ضرب «المصالح الصليبية واليهودية حيثما كانت».
(أ ف ب، رويترز)