strong>شهيدان في غزّة... وباراك يهدّد باستئناف العدوان وبيريز بـ«إعادة الاحتلال»غزة ــ رائد لافي
وضعت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أمس حدّاً لهدنتهما الإعلامية، وأطلقتا بشكل مفاجئ سلسلة مواقف تصعيدية، تشير إلى المأزق الذي وصلت إليه الوساطة المصرية للتهدئة مع الاحتلال، حذرتا في خلالها من «انفجار» في قطاع غزة، حمّلتا مصر بشكل خاص المسؤولية عنه، في وقت عاد الحديث الإسرائيلي عن عدوان واسع لوقف صواريخ المقاومة.
وحذّر رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، خليل الحية، من «انفجار قريب وغير مسبوق في غزة، في حال استمرّ الحصار»، موضحاً أن «الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء استمرار قهره وحصاره، وكل الخيارات مفتوحة أمامه في كل الاتجاهات لكسر الحصار المفروض عليه».
وفي رده على سؤال خلال مؤتمر صحافي في غزة بشأن إمكان حدوث مواجهات مع القوات المصرية إذا هُدم الجدار الحدودي مع مصر مجدداً، قال الحية «لا نهدد أي طرف. عندما يخرج شعبنا لأي مكان يخرج للقمة العيش، لا ليقاتل أو يواجهه أحد. لا أتوقع أن تحدث أي مواجهة، إلا إذا أرادت الشقيقة مصر وجيشها أن يقفا في وجوه الجياع لكسر مطالبهم».
وطالب الحية مصر بضرورة «فتح معبر رفح الحدودي، الذي يتسبب في تحويل غزة إلى سجن كبير». وأشار إلى أن الجهود التي بذلتها «حماس» مع المسؤولين المصرين لفتح المعبر لم تنجح حتى الآن، مشيراً إلى أن «استمرار الإغلاق لم يعد مبرراً في ظل حال الاختناق التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في القطاع».
وحمّل الحية سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استمرار الحصار، متوعداً الاحتلال بأنه «لن ينعم بأي تهدئة إذ استمر هذا الحصار، وخصوصاً أن معاناة الفلسطينيين باتت أشد من معاناتهم بفعل المحرقة. كم أن الأوضاع في غزة خانقة ومأساوية وكارثية، ولم تعد الأمور قابلة للاحتمال أكثر من ذلك». ووصف الوضع في غزة بأنه «حكم بالإعدام البطيء لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين خلف أسوار أكبر سجن عرفه التاريخ»، مديناً «تواطؤ سلطة رام اللّه في الحصار المفروض على غزة».
أما القيادي البارز في حركة «الجهاد الإسلامي»، محمد الهندي، فكشف أن حركته أبلغت القيادة المصرية أن «أي انفجار مقبل للأوضاع في قطاع غزة سيكون تجاه مصر رغم كل الأسوار على الحدود». وأوضح أن «خيارات مصر صعبة، فإما أن تطلق النار تجاه الحشود، أو تسمح باجتياز الحدود»، مستبعداً في الوقت نفسه لجوء مصر إلى إطلاق النار على الفلسطينيين إذا كرروا اجتياز الحدود.
وفي ما يتعلق بالتهدئة مع الدولة العبرية، شدّد الهندي على أن «المباحثات التي ترعاها مصر في هذا الشأن تواجه معضلة، لأن إسرائيل تريد وقف الصواريخ في غزة، في مقابل النظر بمرونة للتعامل مع الحصار والمعابر، بينما تصر على استثناء الضفة الغربية من التهدئة»، مضيفاً «لم نعد نستجدي التهدئة، فلا تهدئة من دون ثمن»، مضيفاً أن «التهديدات باجتياح غزة ليست جديدة وغير واردة حالياً». أما إذا اختارت إسرائيل العمل العسكري، فرجّح تنفيذها «ضربات انتقائية وعملية اجتياح تقسم القطاع إلى قسمين».
وتعليقاً على إصرار الرئيس محمود عباس على المفاوضات مع إسرائيل، قال الهندي إنه «ليس هناك خيار آخر لدى أبو مازن سوى التفاوض، بدليل اعتقال المقاومين في الضفة الغربية»، مشيراً إلى أنه «لو كان الأمر يتعلق بالرئيس الراحل أبو عمار، لكان بالإمكان توقع خيارات بديلة عن المفاوضات من تحت الطاولة».
من جهة أخرى، وفي إطار الفاعليات المناهضة للحصار، اكتظ ميدان فلسطين المعروف باسم «الساحة» وسط غزة، بعشرات السيارات العمومية والخاصة، تلبية لدعوة إلى الإضراب الجزئي من اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
ميدانياً، اغتالت قوات الاحتلال القائد الميداني في ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، عوض الطهراوي (33 عاماً)، بعد وقت قصير من عملية توغل شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال استهدفت سيارة الطهرواي بقذيفة مدفعية في محيط مقبرة الشهداء في مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاده وإصابة مقاوم آخر بجروح متوسطة، فيما أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق قذائف تجاه المواقع العسكرية المحاذية لخط التحديد.
كما استشهد المريض محمد عطوة حمدونة (65 عاماً)، جراء منع سلطات الاحتلال سفره لتلقي العلاج في الخارج.
في هذا الوقت، عادت نبرة التهديد الإسرائيلي بشن عدوان على قطاع غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إن «مكافحة الإرهاب في غزة لم تنته بعد»، ناسباً «الهدوء النسبي (الحالي) إلى الضربة التي وجهناها لحماس في عملية الشتاء الساخن». وأضاف «لقد تلقوا ضربة قاسية جداً لم يفكروا بها من البداية، ولا شك لدي بأن الحصار على غزة يؤثر ويؤلم أكثر مما ظهر في البداية. لكن ممنوع أن نخدع أنفسنا، ستكون هناك أيام اختبار أخرى».
ورأى باراك أن «حماس» مسؤولة عن كل صاروخ يطلق من غزة، بما في ذلك الصواريخ التي أطلقت نهار السبت على المنطقة الصناعية في مدينة عسقلان والمستوطنات إلى الجنوب من المدينة، «فما دامت حماس مسيطرة على غزة، فهي من سيدفع الثمن، وسنواصل العمل ضدها».
أما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فرأى من جهته، في خطاب أمام سفراء الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة، أن «إعادة احتلال قطاع غزة سيوقف إطلاق صواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل». وأضاف «لسنا معنيين بذلك، لكن هذه الخطوة الوحيدة التي ستوقف إطلاق الصواريخ».